رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 25 يونيو 2025 7:31 ص توقيت القاهرة

الأضرار الحسية والمعنوية للسحر

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن السحر وأنواعه وما يقوم به العبد حتي يتخلص منه وعن حكم الإسلام في الساحر والدجال والمشعوز، وروى الإمامان البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إجتنبوا السبع الموبقات" قالوا يا رسول الله، ما هي؟ قال "الشرك بالله، والسحر" 

ثم ذكر البقية الأخرى، وهذا يدل على عظم جريمة السحر لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات التي نهى عنها لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، لما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة بما يناله بسببها من العذاب الأليم، وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى عرّافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد" وروى الإمام مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" وفي الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال " ليسوا بشيء " قالوا يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا؟ 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجني، فيقرها في أُذن وليّه قرّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة" ففي هذه الأحاديث النهي عن إتيان العرافين والكهنة والسحرة وأمثالهم، وسؤالهم وتصديقهم، والوعيد على ذلك، وكما فيها دليل على كفر الكاهن والساحر، لأنهما يدّعيان علم الغيب، وذلك كفر، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله تعالي، وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه، والساحر لا يتمكن من سحره إلا بالخروج من هذا الدين، إما بالذبح للجن، أو الإستغاثة بهم، أو إهانة كلام الله، أو غير ذلك من الموبقات، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "يكتبون كلام الله بالنجاسة، وقد يقلبون حروف كلام الله، إما حروف الفاتحة، وإما حروف " قل هو الله أحد " وإما غيرهما. 

إما بدم وإما غيره، وإما بغير نجاسة، أو يكتبون غير ذلك مما يرضاه الشيطان، أو يتكلمون بذلك" ولهذا كلما كان الساحر أكفر وأخبث، وأشد معاداة لله تعالي ولرسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم ولعباده المؤمنين، وكان سحره أقوى وأنفذ، ولهذا كان سحر من يعبدون الأصنام أقوى من سحر أهل الكتاب، وسحر اليهود أقوى من سحر المنتسبين إلى الإسلام، وهم الذين سحروا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والنصوص السابقة من الكتاب والسّنة، تدل على كفر الساحر مما يدل على أنه يستتاب، فإن تاب وإلا تم قتله، وذهب بعض العلماء إلى قتله بدون إستتابة، روى الترمذي في سننه من حديث جندب رضي الله عنه موقوفا عليه أنه قال "حد الساحر ضربة بالسيف" وورد عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل الساحر والأمر بذلك، ولم يوجد بينهم خلاف في ذلك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.