اليوم : الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد إن من أشد ما بلي به المسلمون اليوم هو الإعتراض على نصوص الكتاب والسنة، وعدم الإنقياد لأوامر الله ونواهيه، وإثارة الشبهات حول الأحكام الشرعية، وهذا الإعتراض والتوقف في التسليم إنما هو اتباع لإبليس لعنه الله الذي رفض الإنقياد للأمر الإلهي.
وجاء بحجج واهية متهاوية في تبرير عصيانه فقال " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" فإعترض بالقياس العقلي على الأمر الشرعي، ولا تسليم له أيضا في قياسه العقلي فقياسه فاسد، فالطين أفضل من النار لأن النار تحرق، والطين ينبت الكلأ والزرع وطعام الناس والماشية، فكانت النتيجة أن نال وسام العصيان لذي الجلال، مع اللعنة على الدوام، وعلى خطاه سار أولياؤه اليوم في الإعتراض على نصوص الكتاب والسنة وعدم التسليم لها، وتراهم يأتون بما يسمونه حججا لأجل الحيدة عن الكتاب والسنة، وعدم تطبيق أوامر الله تعالي ورسوله، ففي الحجاب لهم شبهات، وفي تعدد الزوجات لهم توقفات، ويقولون مثلا المسألة للتصويت نعم أو لا للزوجة الثانية، وتبث في بعض قنواتهم الساقطة ومواقعهم الخاوية من عروش الدين إستفتاءات هل تؤيد قطع يد السارق؟
يا سبحان الله متى كان يستفتى على حدود الله تعالي، متى كانت تؤخذ آراء الناس على الشرع تريدونه أو لا تريدونه، متى جعلت الأحكام القطعية الشرعية مجالا للأخذ والعطاء، والتأييد والمعارضة، وما إنتهوا أو ارعووا بل تطالوا أكثر فأكثر فأتوا بشبهات يشككون ويطعنون بإثارتها في دين الله عز وجل، فيقولون يقولون لا للولي والمحرم، لماذا؟ أليست المرأة بحاجة إلى حماية، فيقولون لا، صار عندها وعي كافي تستغني به عن الحماية والصيانة، ويتشدقون بالتسوية بين الذكر بالأنثى في الميراث، والسبب حتى لا يتكلم علينا الغرب، وهكذا الكثير من الأمور والقضايا التي ينأون بها شرع الله تعالي وأمره، وإذا ما جئت بالآية والحديث في تقرير المسألة أو القضية قالوا لا تقحم الدين في كل أمر، سبحان الله العظيم أليس لله أحكام في الطب؟
وأليس لله أحكام في الإقتصاد؟ وأليس لله أحكام في الإعلام؟ وأليس لله أحكام في الحياة كلها؟ الم يقرؤوا قوله سبحانه كما جاء في سورة الأنعام " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " أخطا والله وحاد عن الصراط السوي من ادّعى أن الشريعة جاءت لتقضي فقط في الأمور التعبدية بين العبد والرب كالصلاة والصيام، وأنها لم تأتي بأحكام تنظم العلاقات بين العباد أنفسهم، ولا أدري كيف غفلوا عن أحكام الله تعالي في البيع والشراء والإجارة والعطية والوصية والميراث والرهن والكفالة والحوالة، نسأل الله تعالي أن يجعلنا منقادين لشرعه، مؤتمرين بأمره، مطيعين له، اللهم اجعلنا لك تائبين، لك ذاكرين، لك شاكرين، إليك أواهين منيبين، تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، إنك أنت السميع العليم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد