رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 سبتمبر 2024 7:32 م توقيت القاهرة

الإعلام العربي مهندس الإنقسامات بين العرب الأمريكيين 

من نيويورك : نسرين حلس

..............منذ أن بدأت الثورات العربية والإعلام العربي يعيش حالة من التخبط لم يشهد لها مثيل من قبل فالتبعية والإنقسام جعلت منه اعلاما هشا مفككا تارة تابعا لمصالح سلطة أو لأهواء رأس المال ما أظهره ضعيفا أمام عرب المهجر الذين يرون فيه ضالتهم المنشودة في استقصاء المعلومة المفقودة.، فسقط أمام أعينهم مستبديلنه بالأعلام الغربي الذي وان كان يتبع اجندات خاصة إلآ انه مهنيا كان تميز بحرفيته ومصداقية كونه لا يتبع اي جهة معنيه من جهات طرفي النزاع في الشرق الأوسط. ولا يسعى إلى تجيش الرأي العام ولا حشد طرف ضد الآخر

وكانت التغييرات المتتالية على الساحة العربية في ظل الثورات العربية التي حدثت وما جرته من حروب وفتن قد كشفت عن العجز الذي يعانيه الإعلام العربي المرئي والمقروء الذي خرج من دائرة إدارة الأزمة إلى حيث صناعتها بل وتعداها ليصل في بعض الأماكن لجزء من الأزمة ومحرك لها. الأمر الذي افقده مصداقية كبيرة في نظر المواطن العربي الأميركي الذي يعتمد عليه اعتمادا يكاد يكون كليا في استلقاء معظم اخبار الوطن العربي واحداثه . ما آسقطه بذلك في فخ التبعيه وفقدان المهنية والمصداقية وتحولت الأنظار رغما عنها نحو الإعلام الغربي الذي وإن لم يكن مستقلا إلا أنه اكتسب نوعا من المهنيه ونقل الحقيقة المصورة كامله اكثر من الإعلام العربي. فأصبح المصدر المفضل مصداقية الأكثر لدى المواطن العربي المهاجر عنه من وسائل الإعلام العربيه

والمعروف أن للإعلام دوما دورا فاعلا محوريا في صياغة الأحداث في أي أزمة من خلال العمل على التوعية بالأزمة القادمة والحشد لها عن طريق خلق رأي عام الأمر الذي يتطلب تبصير الفرد بما يحدث وخلق الإحساس بالمسؤولية تجاه ما قد يكون وهذا كله يتم بتلقي الفرد المعلومات الصحيحة اللازمة من خلال الإعلام المرئي والمقروء والإهتمام بالإستعانة بخبراء ومحللين لإجراء التحليلات والتعليقات الهدف منه يكون خلق رأي عام واع وموحد مهيأ لإستقبال ما قد يحدث وتقبله وتقبل نتائجه على أن يكون كل ما ينقل صحيحا وبطريقة تمتلئ بالحرفيه والشفافية..لكن في خضم الأحداِ المتلاحقة فقد الإعلام العربي بوصلته واصبح يعيش حاله من التخبط الذي ما بعده ما جعله هشا ضعيفا ركيكا بفتقد لكل مكونات الإعلام المهنية

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في اجتماع مجلس وزراء الإعلام في كلمته الأربعاء الماضي بتاريخ ٢٥ مايو ٢٠١٦أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية السابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب التي عقدت برئاسة مملكة البحرين قد أكد آنه في ظل استمرار وازدياد التحديات التي يواجهها الوطن العربي، والتي تتمثل في اضطراب الأوضاع السياسية بصورة غير مسبوقة واشتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في بقاع مختلفة من المنطقة، وهو الواقع الذي يفرض على وسائل الإعلام العربية مسؤوليات والتزامات كبيرة للقيام بالدور المنوط بها في تناول هذه التحديات والأزمات والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية.

الأعلام العربي يزيد الشرخ والطائفية

ويفتتح الإعلامي عمر مقداد الصحفي في صحيفة الناشيونال في ولاية واشنطن دي سي قوله معنا قائلا" لا يوجد إعلام عربي . هناك اعلام اصفر" الإعلام العربي اليوم هو الجزء الآكبر من المشكلة في حد ذاتها كونه اعلام موجه في كثير من الأحيان يكاد يكون بعيد كل البعد عن الحقيقة ولا يتم نقل أي معلومة إلا بعد الموافقة علي نقله من قبل السلطات المعنيه في بلاده الأمر الذي جعله ضعيفا في نظر المواطن العربي الأمريكي الذي يستسقي معلوماته من عدد من القنوات ووسائل الإعلام الأخرى سواء غير الناطقة باللغة العربيه أو الغير تابعة لنفس البلاد وخاصة اليوم مع تواجد عدد من القنوات الإخبارية غير التابعة للبلد الذي يجري فيه الحدث اصبح نقل الصورة اكبر وكل ناقل للحدث يتحدث عن الحدث بطريقة مختلفة وبأراء مغايرة الأمر الذي آحدث بلبلة وزيادة في الشق بين الحاكم والمحكوم بل وتعداه لآبناء البلد الواحد.. ُاصبح تدريجيا إعلاما مؤججا للإنقسام بين آبناء البلد الواحد وحتي بين الشعوب العربيه وساهم في زيادة التباعد علي زيادة التخريب

و يرى بأنه حتى  القنوات الأكثر مشاهدة تأثيرا في المهجر " قناة الجزيرة و قناة العربيه" انحنت كل منهم لجانب دون الآخر وسقطت في فخ التبعية ، فالأولى جعلت من نفسها بوقا لأحزاب الإسلام السياسي في حين أن الأخرى أخذت المنحنى الكاره لهم والمتبني للصوت اليبيرالي ما ساهم بذلك ف خلق رأي عام موتور بعيد كل البعد عن الحقيقة تماما الأمر الذي أضعف المهنية واعدمها بعدما اصبحت تلك القنوات في حالة اصطفاف وبوقا لكل توجه فغابت الحقيقة في غياهيب الإنقسامات، وأصبح  كل صوت مناقض للأخر يكاد يكون معدوما وممنوعا من الظهور لدى الآخر. فسقط في فخ النمطية في الإعلان عن ترتيب خطاب الشارع متناسين أن الخطاب الغير مبني علي أسس منطقية هو خطاب عشوائي غير منظم الهدف منه فقط استهداف الآخر والعمل على شيطنته الأمر ما أسهم في عدم تهدئة الأوضاع بل اشعالها باستمرار. ُأصبح مع الوقت إعلام بلا تآثير في نظر الكثيرين بل واعلام سمج بليد خالي من الإحترافية، لا يمكن الوثوق فيه كمصدر استسقاء للمعلومات في مناطق النزاعات كونه فاقدا لحريته ومهنيته ومصداقيته بل صوتا وتابعا لمن يدفع

رأس المال افقد الأعلام  دوره

أما الإعلامي محمد الخشاب مدير شركة ريتش ميديا وقنوات آرت أمريكا في مدنيه نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية فيرى أن سيطرة راس المال الخاص ودخول رجال الأعمال على الخط باختلاف توجهاتهم أضرت كثيرا بالإعلام وافقدته  مصداقيته فالمتحكم الرئيسي يعود لقوة راس المال وتوجهه السياسي والديني الأمر لذي آضعف الإعلام العربي كثيرا وأصبح كل من هب ودب لديه القدرة علي دخول سوق الإعلام يستطيع أن يكون له موطئ قدم والتحكم فيه. مستدلا على ذلك بالإعلام المصري الذي يرى انه انحرف كثيرا وابتعد عن صوت الحقيقة وأصبح ناقلا للصورة بدون حيادية ولا موضوعيه في بعض الآمور فأصبح للأزمة المعروضة اكثر من حقيقة وأكثر من وجهة نظر. ساهمت في شرخ المجتمع ومن ثم آثرت كثيرا علي نفسيات العرب المصريين في المهجر الأمريكي وأصبحوا مع الوقت منقسمين على انفسهم.

ويكمل بأن الإعلام العربي اليوم لا يستطيع أن يدير الأزمات بل انه في ظل المتغيرات والتداخلات المستمرة على الساحة آصبح جزءا منها وفي كثير من الأحيان صانع لها فآصبح غير موثوق به، يقول”  يخطئ من يعتقد بوجود إعلام حر. لا وجود لأعلام حر ولكن هناك إعلام يمتلك مهنيه و حرفية عالية مع رؤية واضحة وحسن إدارة وقت الأزمات للعمل علي توحيد الصفوف وكسب الرأي العام، يمتلك وثقافة وتعليم وكوادر  فنية. وهذه الآشياء معظمها لا تتوفر ف الكوار الموجودة في الوقت الراهن، فكوادر اليوم يدافعون عن كل ما يملكون بمبادئهم، الأمر الذي جعل الإعلام العربي سبب الكوارث التي نعيشها وهو  الأزمة الأولى بعد أن اخذنا إلى منحدر لا يعرف ….....إلى أين

لذلك يرى مدير قنوات آرت بأن الآعلام لا يجب أن يترك بدون ضوابط لسيطرة رجال المال وأهوائهم السياسية بل المحافظة عليه من خلال انشاء قناة عربيه مهجرية تمتلك رؤية واضحة مع المحافظة على هويته وكوادر منفتحة  تتحلى بمهنية وحرفية عاليهتستسقس معلوماتها من مصاذرها الخاصة في الوطن العربي ولا تعتمد علي احد هدفها نقل الصورة بواقعيه وحيادية بدون اتباع بد ما بل تتبع للعرب الأميركيين

الإعلام العربي  سكين تنسل في جسد الوطن

في حين يرى المفكر الدكتور محمد ربيع من ولاية ميرلاند الأمريكية بأن الإعلام العربي تجاوز كل الخطوط الحمر وتعدى التعامل مع الأزمة إلي صناعتها و الترويج لها كونه يستسقي معلوماته من الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي الذي يعكس الصورة ويعمل علي نشرها في جميع أنحاء العالم وهي في كثير من الأحيان ليست صحيحة ولا تعكس الحقيقة بل تعكس الهدف العام للسياسة الغربية خاصة الأمريكية تجاه المنطقة وخاصة ان لها مصالح وغايات معروفة

ويعتقد أن الإعلام العربي في مضمونه هو اعلام فاشل ويعود ذلك إلى كونه اعلام رسمي ناطق وغير محايد فطرحه للقضايا يكون عادة للنظام الذي يواليه أو نظام الحكم الذي يمثله فيحاول دوما ان يروج لفكره وسياساته وأهدافه وبهذا المنطق تصبح الصورة مشوهة مرتين في الأولى أنها لا تعكس واقعا حقيقيا لما يجري وحقيقة الهدف من وراء الحدث وفي الثانيه أنها تعكس بشكل أو بأخر صورة النظام الذي يمثله أو الجهة التي تسيطر عليه كما أنه ليس لديه دور توعوي في المجتمع وإنما دوره الرئيسي دوما تزييف الواقع بدون التطرق للنظام أو الجهة التي تسيطر عليه وذلك علي حد تعبيره

ويؤكد بأن الإعلام العربي عشوائي بكل معنى للكلمة فلا مراكز أبحاث يقوم على آساسها ولا توجد استقصاء للمعلومه الحقيقية وكل الخبراء الذين يتم الإتيان بهم هم للتعبير فقط عن وجهات نظر محددة لهم دون دور محدد وبدون الخروج عن النص

ويقول:” أن الإعلام كي يكون فاعلا في إدارة الأزمات يجب أن يكون أمينا وأن يكون هناك عملية استقصاء للحقائق ويسمج بعرض الأوجه المختلفة مع الإستمرار في البحث عن الحقيقة من خلال تقديم الصورة كما يجب أن تكون بدون تزييف لواقعها، ثم يضيف:” لكن ما حدث من دور للإعلام العربي في ليبيا والأن  في سوريا آثبت أن الإعلام يشجع على الأزمات ويروج لها ، و يضيف " عندما تحول إلى تجاريا اصبح خنجرا مسموما ينسل في جسد الوطن

الإعلام العربي فاقد الثقة

ولا يختلف رأي الآكاديمية الدكتورة سحر خميس دكتورة الإعلام والإتصالات في جامعة ميرلاند في ولاية ميرلاند الأمريكية التي تعتقد  الإعلام العربي أصبح مفتقرا كثيرا لمعاير المهنيه والحرفية والمصداقية وأصبح في احتياج كبير لوجود كوادر جديدة من الآعلاميين العرب المدربين القادرين في تغطيتهم وتناولهم للحدث علي فن التغلب والسيطرة علي الأزمة بصورة سريعة للحد من تفاقمها وتصاعدها وخروجها عن نطاق السيطرةو بذلك يعود قويا قادرا علي المنافسة مع وساذل الإعلام الأخري

 وترى بأن وسائل الإعلام العربي اليوم تفتقد إلى ثقة المواطن العربيه الأمريكي ما جعله يستبدلها بوسائل الإعلام الغربيه في الحصول علي المعلومة الصحيحة بعد آفتقر مؤخرا إلى المعلومة الكاملة والسرعة في نقلها بصورة صحيحة وحيادية خاصة في وقت الأزمات التي تحتاج إلى المعلومة الدقيقة والشاملة والصحيحة ما جعل المواطن العربي الآميركي يعتمد بشكل كبير علي صحافة المواطنه ايضا كبديل عن وسائل الإعلام العربي وخاصة في ظل التطور التكنولوجي الحادث فإن معظم الأجيال الجديدة الأن لا تعتمد علي الصحافة العربية بل تحصل علها من خلال الإنترنت بطريقة اسرع او التواصل الإجتماعي

وهذا من وجهة نظر خميس يعود إلى تسابق وسائل الإعلام في الحصول علي الربح المادي من خلال السبق الصحفي بدون الإهتمام بمضمون الموضوع وطريقة عرضه بطريقة صحيحة  تعطي نتائج مثمرة تلقي بظلالها ظلالا جيدا علي المجتمع ومن يتابع ما ينشرفي الصحف وما يذاع في الفضائيات العربيه يجد أنها باتت مزدحمه بأخبار وبرامج الإثارة التي أعيت جمهور المتابعين والقراء وأصابتهم بالإرتباك والقلق في بعض الأحيان ومع التكرار والتضخيم  والتهويل والتضارب فيما بينهم أحدث شرخا بين أطياف الجمهور الأمر الذي أحدث شرخ وانقسام وبلبلة متزايدة وخرجت عن دورها الرئيسي التثقيفي والتنوريري والتوعوي وهذا انعكاس لآزمة عامه في كل المجالات السياسية والأخلاقية والإقتصادية

كما وتؤكد بأن الإعلام ليس فقط انعكاس للواقع ولكنه ايضا تشكيل للوقع وللوعي وهذا ما يؤكده تزايد لإنقسام الحاصل بين أبناء الجاليه العربيه الذين هم على قلتهم فياسا بمجموع عدد السكان إلا أن الأعلام ان ينقل الصورة الحقيقة في الإنقسام الموجود بل وبنقله ما يحدث ساعد في تزايد الشرخ والإنقسام وأصبحت الجاليه ا؛ِر أنقساما

وتنهي سحر خميس حديثها بالإشارة إلى ضرورة وجود إعلام عربي بديل ذو مصداقية عالية يستطيع أن يفهم قضايا العرب فهما صحيحا، يملك الإعلاميين المدربين جيدا من خلال اكاديمية  تربطهم  ويتم تدريبهم تدريب شديد يعمل علي التنسيق بين تلك الكوادر ويسعى دوما لتدريب وتآهيل كوادر جديدة تستطيع فهم ثقافة الأخر

 

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.