رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 26 يناير 2025 4:59 م توقيت القاهرة

البائع الأمين مع التاجر اليهودي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من الأمانه هو ما حكاه ابن عقيل عن نفسه قائلا حججت فالتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر، فإذا شيخ ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه، فقال خذ الدنانير فإمتنعت وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع، فقدموني، صليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا إمامنا توفي فصلي بنا هذا الشهر، ففعلت، فقالوا لإمامنا بنت فزوّجت بها، فأقمت معها سنة، وأولدتها ولدا بكرا، فمرضت في نفاسها، فتأملتها يوما فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها لهذا قصة، وحكيت لها، فبكت وقالت أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي ويقول اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ. 

وقد إستجاب الله منه، ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث وعدت إلى بغداد، ومن الأمانه أنه حمل مرة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مال عظيم من الخمس فقال إن قوما أدوا الأمانة في هذا لأمناء، فقال له بعض الحاضرين إنك أديت الأمانة إلى الله تعالى، فأدوا إليك الأمانة، ولو رتعت لرتعوا، وفي يوم شديد الحرارة كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يجلس في الظل مع خادم له خارج المدينة، فشاهد رجلا يأتي من بعيد ويسوق أمامه جملين فقال ما الذي أخرج هذا الرجل في هذا الحر الشديد؟ لماذا لا ينتظر حتى يبرد الجو؟ وعندما إقترب الرجل عرف أنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فخرج ليستقبله، لكنه أحس بشدة الحر، فعاد إلى الظل حتى صار أمامه، فقال ما أخرجك في هذه الساعة؟ فقال جملان من إبل الصدقة تخلفا، فخشيت أن يضيعا، فيسألني الله عنهما يوم القيامة. 

فبحثت عنهما حتى وجدتهما، وأردت أن أردهما إلى الحمى، وهو المكان الذي ترعى فيه إبل الصدقة، فقال عثمان يا أمير المؤمنين تعالي ونرسل غيرك ليقوم بهذا العمل، ولكن أمير المؤمنين رفض، وساق الجملين أمامه حتى أدخلهما الحمى، فقال عثمان من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا، وأشار إلى أمير المؤمنين عمر بن خطاب رضي الله عنه، وإن من الأمانه أنه قيل ذات يوم خرج أحد التجار الأمناء في سفر له، وترك أحد العاملين عنده ليبيع في متجره، فجاء رجل يهودي واشتري ثوبا كان به عيب فلما حضر صاحب المتجر لم يجد ذلك الثوب فسأل عنه، فقال له العامل بعته لرجل يهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم يطلع علي عيبه، فغضب التاجر وقال له وأين ذلك الرجل؟ فقال لقد سافر، فأخذ التاجر المسلم المال، وخرج ليلحق بالقافلة التي سافر معها اليهودي. 

فلحقها بعد ثلاثة أيام، فسأل عن اليهودي، فلما وجده قال له أيها الرجل لقد اشتريت من متجري ثوبا به عيب، فخذ دراهمك، وأعطني الثوب فتعجب اليهودي وسأله لماذا فعلت هذا؟ قال التاجر إن ديني يأمرني بالأمانة، وينهاني عن الخيانة، فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم " من عشنا فليس منا" فإندهش اليهودي وأخبر التاجر بأن الدراهم التي دفعها للعامل كانت مزيفة، وأعطاه بدلا منها، ثم قال لقد أسلمت لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.