الحب ومفهوم السعادة

كتب /جمال القاضي

___________________________
نتساءل كثيرا تساؤلات غريبة نجيب احيانا على بعضها ونقف عاجزين عن ايجاد اجابات مقنعة عن غيرها لكن في هذه المرة سنحاول الإجابة ولكن دعونا نتطرق إلى سرد هذه الأسئلة ومنها : 

ماهو مفهوم الحب ؟ ومتى يصبح الحب مصدرا للسعادة ؟ هل الحب وحده يكفي لنعيش ؟ وهل يمكن العيش بدون الحب ؟ وإن كان فماهو الحال في إلتقاء أجساد خالية قلوبها من الحب ؟ هل الحب يموت ؟ ماذا نفعل لكي يظل بنفس قوته الأولى ؟ لماذا نرى ضعفا للحب مع تقدم العلاقة ؟ لماذا يكون الحب أقوى بالبعد ؟ هل حب ينسينا غيره ؟

نأتي بالإجابات هنا سردا وبدون ملل فالحب تعريفا ملخصه أهتماما بالآخر وإحساسا بالشعور وإحتواءا له وإكتفاءا به عن غيره ويدرك الحب بالقلب فترى لهفة للرؤية وشوقا للإقتراب .

أما السعادة هي منبعها بالأصل الحب وهي لاتتم إلا بوجوده فليست السعادة تكون إلا بوجود الحب .

هل يضعف الحب مع تقدم العلاقة ؟ نعم يضعف الحب مع تقدم العلاقة  ويرجع ذلك لأسباب عديدة أولا تحقق اللقاء يجلب إحساس الإمتلاك مما يعني ظنا خاطئا أن من نحب أصبح في حوزته وملكيته هذه واحدة .

أما السبب الأقوى هو ظروف الحياة الإقتصادية والتي فرضت على من فرض عليه  القيام بواجباته والقيام بتوفير كل الإحتياجات  فيهدر الوقت دون تواجده في معظم الأحيان فتبعد المسافة فيما بينهما علاوة على ذلك ما قد يتحملة أكثر من نفقات بوجود الأبناء فلايلتفت إلى زوجته والتي مازالت تنتظر منه الإهتمام فتجد فارقا كبيرا مابين ماكان قبل الزواج ومابعده فتبدأ شموع الحب في أن تنصهر تدريجيا حتى تنطفئ وماتبقى منها سوى واجبات منزلية فرضتها تلك العلاقة. 

هل للإجساد لقاء دون حب ؟ نعم ولكنها أشبه بروتين يومي كطبخ تعده إمرأة من أجود الأطعمة لكنها أفقدته الطعم بعدم إضافة مايلزمه من الملح أو البهرات فيصبح بلامذاق ولكنه من الضروري تناوله ليشبع جوعنا وما أن نشبع وكأننا لم نأكله من البداية .

هل الحب وحده يكفي لنعيش ؟ الإجابة لا فالحب إحساسا معنويا يقويه إحساسا ماديا ليعيش فالجسد الذي به قلبا خاليا من الحب كأشجار لاتثمر وثمار بمن لايأكلها تصبح بلافائدة .

لماذا الحب أقوى بالبعد ؟ الحب أقوى بالبعد لأن كل من الطرفين يدخلان الخيال والخيال ليس له حدودا جغرافية يقف عندها بالتصور أو زمان يضبط فيه عقارب لساعته فيرى كل منهما رسما للحياة مختلفا عن الواقع رسما ليس فيه مشكلات مادية أو إقتصادية أو حتى عيوب بالشخصيات فكل من الطرفين مخلوق ملائكي بالنسبة للآخر لايخطي فتضعف العلاقة لكن جذع الحب مازال قائما .

لماذا كنا نحب ونذهب لحب الغير ؟ 
ذكرت في البداية أن الحب هو إهتمام وشعور بالغير وإحتواء فتلك القواعد التي لو فقدت هدمت العلاقة وبحث القلب عن قواعد تحمل نفس الأسس في شخص أخر يشعر ويهتم ويدرك ويحتوي .

هل ينسينا حب حبا غيره ؟ نعم فالأساس في العلاقة هو قوتها والقلب دائما يركن ويرسو إلى شاطئ من يحب فإن كان الحب الأخير أقوى نسي معه الحب الأول .
__________________________
أرق تحياتي / جمال القاضي