رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 23 مايو 2024 5:18 م توقيت القاهرة

الحرب النفسية و كيف تم تمهيد الطريق إلى الفوضى ... بقلم مالك عادل

الحرب النفسية و كيف تم تمهيد الطريق إلى الفوضى

------------------------------------------------
-اذا ما تطرقنا للحديث عن الحرب النفسية الدعائية ، ومن بين كل الأسماء ، يقفز أمامنا إسم "جوزيف جوبلز" وزير الدعاية الألمانى والرجل الثالث فى حكومة المانيا النازية ، والذى يعتبر أول وأخطر من أستخدم فن الدعاية كوسيلة للحرب النفسية ، والتى كانت السبب الرئيسى فى وصول هتلر للحكم كما ساعدته على ظهوره كسياسى فى سنة 1921 وفوز حزبه النازى فى الإنتخابات النيابية .... وحالياً وبعد أكثر من 90 عاماً أصبحت الحرب النفسية علم ضخم له كتب وقواعد ومراجع و يتم إستخدامه فى كل الحروب.

-قوات الحلفاء و هى إنجلترا وفرنسا وأمريكا وحتى روسيا ، ولايزالوا متواجدون بنفس فكرهم حتى الآن ، إستفادوا من فكر جوبلز فى حرب الدعاية أثناء مواجهتهم فى الحرب العالمية الثانية ، وإبتكرت المخابرات الإنجليزية وقتها شئ جديد إسمه (الإذاعة الألمانية الموجهة )

-والإذاعة الألمانية الموجهة هى اذاعه ناطقة باللغة الألمانية ، و بالرغم من إنها كانت صناعة إنجليزية ، إلّا إن كل توجهاتها كانت لدعم هتلر والحزب النازى ودعم الحرب على أوروبا ...لاتتعجب عزيزى القارىء. فقد كانت تقوم بذلك ... لكن و لأنها لعبة مخابراتية ، فهى كان هدفها الحصول على أعلى نسبة متابعة من الشعب الألمانى وحتى من الجنود والضباط فى الجيش ، ... وكانت وسط كل هذا تقوم بدسّ السم فى العسل وتعمل بأسلوب مدروس وغير مباشر على زعزعة الثقة فى النصر ، والتلميح لبعض السلبيات باساليب متخفى و بأسلوب يضرب بشكل مباشر فى الترابط المجتمعى الألمانى .. إلى ان تم هزيمة ألمانيا للحرب فى النهاية ..

-واليوم وبعد نحو ما يقرب من سبعين عاما نجد ان هذا الأسلوب هوالمتبع فى مصر حاليا سواء من بعض الدول الخارجية ، أو حتى من بعض المصريين وبعض الهيئات والقنوات فى الداخل وقد لا نتعجب حينما نشاهدة من البعض داخل التليفزيون الوطنى المصرى ماسبيرو .

- وسواء كان أسلوب الإذاعة أو الدعاية السلبية الموجهة التى تحدثنا عنها ، أو هذا الأسلوب يدخل تحت ما يسمى ( علم الحرب النفسية) او يطلق عليه "الحرب الدعائية السوداء" ، وهو يعتبر أخطر و أشرس أنواع الحروب الدعائيةا ذا ما أُحسن إستغلالها وتم التعامل معها على الوجه الصحيح ضد مصالح الخصم .
كلمات رنانة يرددها الكثيرون دون ان يشعرون انهم يقدمون تقرير نجاح للعدو ويقدمون خدمات له سواء كان ذلك عن دراية منهم بما يفعلون او منساقين خلف اكاذيب او جهلاء لا يمتهنون بعملهم الاعلامى .

اقرأ مايلى بتركيز :

- أنا إنتخبت السيسى بس السياسة القمعية !!
- أنا باحب مصر و بأيّد الجيش ، بس مدنية الدولة بتنهار !!
- الإخوان دول ولاد ستين فى سبعين بس اللى بيحصل فيهم برضوا حرام !!
- الجيش المصرى والمجندين الغلابة .. بس بعض القيادات الفاسدة !!
- الدولة بتشتغل شغل من نار ، بس رجال الأعمال ونظام مبارك اللى راجعين !!
- الشرطة أبطال و بتواجه الإرهاب .. بس الإنتهاكات !!
- المؤامرة على مصر ، والتحديّات الإقتصادية .. بس القيادات اللى عملت فينا كدة !!

كان ما سبق هو بعض ما يقدمة الاعلام المأجور وأشخاص جهلاء او عملاء عن طريق الميديا المرئية او الفضاء الالكترونى - ولو عادت بنا الذاكرة لأحداث يناير 2011 سنتذكر على الفور " وائل غنيم " مع منى الشاذلى وهو يمثل أنه يبكى وهى تتصنع البكاء بأحترافية حصدت التعاطف معه شعبيا وجماهيريا وجعلت من لا يعرفه فى الأصل متعاطف معه وهو لا يعلم اهدافه

يتكرر السيناريو الأسود رويدا رويدا اليوم بترويج فيديوهات قديمة وفتح أحداث فاتت ومضت ولن تعود وطرح موضوعات عفا عليها الزمان ولكننا شعب يعشق الكلام عن ما فات فيصنع ذلك شرخا مجتمعيا وينشر التشكيك في أحداث اليوم ومستقبل الأمة - ويقدم ذلك للعدو سلاحا فتاكا أسمه الأنشقاق الشعبى

-النوع الثانى من الحروب الدعائية يطلق عليه "الحرب الدعائية البيضاء" والهدف منها عمل بلبلة وتوتر .بمعنى إنه يتم نشر خبر على لسان مسئول أمريكى على سبيل المثال ،و يحتل مكانة رفيعة، ولكنه ليس صاحب قرار رئيسى ، فـيثير البلبلة فى الشارع المصرى ،بسبب التهديدات التى يحويها . مثل موضوع عودة اوعدم عودة الطائرات الأباتشى الأميريكية - ثم مثلا يخرج مسئول من الأمن القومى الأمريكى مثل "جين ساكى" المتحدثة بإسم البيت الأبيض لتقول إن هذا الكلام ده أياً كان لا يعبّر عن وجه نظر الحكومة الأميريكية .وعلى سبيل المثال أيضا موضوع غلق السفارات لدواعى أمنية ، وهو امر مريب يثير البلبلة فى الشارع ويعطى إنطباع إن هناك عمليات إرهابية متوقعة ، ويعمل على هز الثقة بين الشعب وقياداته الأمنية ، ويثير القلق ونجد ان هناك من النخب الأعلامية (الغير ممتهنين) بالمهنة يخرجوا باستنتاجات تثير الرأى العام على شاكله " هما عاوزين يفرضوا علينا الوصاية من برة - هما فاكرين اننا قليلين - هما بيضغطوا عشان البلد ضعيفة .... الخ"
هذا هو السم فى العسل .... يقدمون الأزمة ويساهمون فى أشعالها وتحقيق أهدافها ...

-النوع الثالث من الحروب الدعائية يطلق عليه "الحرب الدعائية الرمادية" .. ، وهى دعاية غير واضحة المصدر ، من الممكن ان تكون مقروءة أو مسموعة أو مرئية حسب مقتضيات الظروف ومدى تأثير كل وسيلة وعلى أى شريحة ، على سبيل المثال الأخبار الطائرة التى تنتشر على مواقع الإنترنت سواء مكتوبة أو مسموعة ، و بتتكلم عن ميزانية الدولة ، أو توجهات جهاز الشرطة ، أو ما يخص الحكومة أوالجيش ،
على سبيل المثال : فيديوهات غير معلومة المصدر او التصوير أو مكانها أو الأشخاص تصور الشرطة أو الجيش بصورة سلبية وقد تجد نسبة مشاهدتها تتخطى مئات الآلاف والمشاركات كذلك بدون وعى سواء يعلم او لا يعلم

-النوع الرابع من الدعاية يطلق عليه "الدعاية الشعبية الزائفة" .. وهو ما كان يقوم به الأخوان مع العلم انهم بارعين فيه جداً .. وهو خلق عالم وهمى على مواقع التواصل فى صفحات معينة ، وتكوين لجان أليكترونية ، واكثر من شخص يعمل على أكتر من 20 أو 30 أكّونت بهدف عمل نسبة تفاعل عالية من الــ ( Share ) و الــ ( Like ) ، للإيحاء للمجتمع بوجود رأى عام كبير وقوى ، فـيعمل على هز ثقة الطرف المضاد فى نفسه ، و فى قياداته .. لكن الحمد لله ، عدم إستجابة الشارع للكلام ده فضحتهم ، .. وهو ما ظهر واضحاً جداً فى عدم قدرتهم على الحشد و كشف قلة أعدادهم وضعفهم وكذبهم .
اعتذر للأطالة كما تعودتم منى عليها واعلم أننى قدمت الأمر بشكل مطول ولكن لا ابغى الا ان يراجع كل من سيقرأه نفسة فى أفعاله ومعتقداته ويراجع ما يسمع او يشاهد ويصقل بداخله ثقافة الأدراك والوعى الأمنى الأستراتيجى.

لم اتملك شعورى بالفرحة حينما قرأت عن قوانين تعديلات مرتقبة فى قيادات ماسبيرو وخاصة القطاعات الأخبارية والتليفزيونية والأذاعة - وأنها لن تعتمد على الأقدميات فى المناصب وسيؤخذ بالخبرات والثقافات والسيرة الذاتية الجيدة للقيادات - كما ان الأعتماد فى الفترة المقبلة لابد ان يكون على أشخاص لهم من القبول والنزاهه و الحب مبلغه - حتى يستطيع قادة القطاعات على توصيل المفاهيم والأساليب والتوجيهات للمنفذين بسهوله ويكون مقدمى البرامج والمعدين على قدر المسئولية فى التنفيذ بحيث تتحول القيادة داخل ماسبيرو من قيادة (ارغامية) أتت بتعيين اشخاص لا قبول لهم فى مواقعهم من مرؤوسيهم والقائمين بالعمل كما ان منهم من له قضايا واتهامات وسلوكيات مقلقة وعلى الرغم من ذلك ﻻ يزالوا فى مواقعهم وذلك يثير استياء العاملين والمنفذين وينشيء مبادىء عدم الثقة بداخلهم - إلى قيادة أقناعية تحصد النتائج الأيجابية نظرا لدرجة الحب التى بين القيادة ومرؤسيها التى من خلالها يتم تقديم الأعمال والتوعية بأقصى درجات التفانى والحس الوطنى وهناك من القيادات المرشحين لتولى الوظائف ولكن يتم تعمد اضعافهم وتقليل ادوارهم وتهميشهم فى محاولات لتقليل واضعاف حب وثقة العاملين بهم .. وهو مؤشر فى منتهى الخطورة ينتشر اﻵن وينذر بالخطر

أخير أقول كالمعتاد حفظ الله مصر وشعبها
وحفظ الله الأمة العربية كله

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.