رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 28 سبتمبر 2023 10:53 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أمنية الميت في قبرة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إياكم وعذاب الله عز وجل، فقد كان من أولئك المعذبين هم قوم نبي الله لوط عليه السلام، ولقد قص الله تعالى قصتهم في تسع سور من القرآن الكريم، وذكر الله تعالى فيها شركهم ومنكرهم الذي أحدثوه في البشر، فوصفهم الله عز وجل بالإسراف لأنهم أسرفوا على أنفسهم بالشرك، وأسرفوا عليها بالفواحش، وأسرفوا بإعلانها وإظهارها على الملأ، وأجرموا في حق البشرية حين سنوا فيهم اكتفاء الرجال بالرجال، والعزوف عن النساء، فوصفهم الله تعالي بأنهم قوم عادون لأنهم تعدوا المشروع لهم إلى غير المشروع، وتركوا الحسن وركبوا القبيح، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وكما وصفهم الله عز وجل بالإجرام، فنالهم من العذاب أشده، وأصابهم من العقوبة أفظعها وأنكاها جزاء لهم على كفرهم بالله عز وجل وتكذيبهم رسله. 

 

وتمردهم على شريعته، وانتكاس فطرتهم، وتلويث البشرية بأقبح الفواحش والمنكرات التي سنوها فيهم، وها نحن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل لنا أمنية ذلك الميت وهو في قبره، يتمنى أن يصلي، يتمنى أن يعود إلى الدنيا لدقائق معدودة، ليركع ركعتين فقط لا غير، لا يريد من الدنيا إلا ركعتين، يا سبحان الله، لأنهما الآن أصبحتا عنده تعدل الدنيا بما فيها، وماذا عسى أن تساوي الدنيا عنده، وقد خلفها وراء ظهره وارتهن بعمله ؟ فاغتنم في الفراغ فضل ركوع، فعسى أن يكون موتك بغتة، فكم صحيح رأيت من غير سُقم، ذهبت نفسه الصحيحة فلتة؟ وقيل أنه خرج النبي الكريم صلي الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك، وفي ليلة من الليالي نام هو والصحابة، وكانوا في غزوة في سبيل الله، فقال ابن مسعود رضي الله عنه. 

 

قمت آخر الليل فنظرت إلى فراش النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده في فراشه، فوضعت كفي على فراشه فإذا هو بارد، وذهبت إلى فراش أبي بكر فلم أجده على فراشه، فالتفت إلى فراش عمر فما وجدته، قال وإذا بنور في آخر المخيم وفي طرف المعسكر، فذهبت إلى ذلك النور ونظرت، فإذا قبر محفور، والنبي الكريم صلي الله عليه وسلم قد نزل في القبر، وإذا جنازة معروضة، وإذا ميت قد سجي في الأكفان، وأبو بكر وعمر حول الجنازة، والنبي الكريم صلي الله عليه وسلم يقول لأبي بكر وعمر دليا لي صاحبكما، فلما أنزلاه، نزله صلى الله عليه وسلم في القبر، ثم دمعت عيناه صلي الله عليه وسلم ثم التفت إلى القبلة ورفع يديه وقال "اللهم إني أمسيت عنه راضي فأرضي عنه، اللهم إني أمسيت عنه راضي فأرضي عنه" فقلت من هذا؟ 

 

قالوا هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أول الليل، فقال ابن مسعود رضي الله عنه فوددت والله أني أنا الميت، عندما سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يدعوا له ويقول " اللهم إني أمسيت عنه راضي فأرضي عنه" وإذا رضي الله عن العبد أسعده، وقيل أن نبي الله نوح عليه السلام لما حضرته الوفاه، قيل له يا نبي الله نوح كم عشت؟ فقال عليه السلام ألف سنة، قالوا صف لنا الحياة؟ قال والذي نفسي بيده ما وجدت الحياة إلا كدار لها بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر، فيا أبناء الستين والسبعين ماذا تنتظرون؟ وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم كان أحفظ الناس لوقته، فكانت حياته كلها ذكرا لله عز وجل وطاعة له، فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.