رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 4 يوليو 2024 11:58 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن إختلال الإنتماء للأوطان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد إن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وتعزيز أسس قوتها مطلب شرعي ووطني لا غنى عنه للأفراد والأمم، فالوطن أحد الكليات الست التي ينبغي الحفاظ عليها، وبقدر إيمان الإنسان بحق الوطن، وقوة إنتمائه إليه، وعطائه له، وإستعداده للتضحية في سبيله، تكون قوة الوطن. 

وبقدر إختلال هذا الإنتماء أو ضعف ذلك العطاء، والنكوص عن التضحية في سبيله بالنفس أو بالمال، يكون ضعف الأوطان أو سقوطها وضياع مصالح العباد والبلاد، فقوة الوطن قوة لجميع أبنائه وضعفه ضعف لجميع أبنائه، فالوطن لكل أبنائه وهو بهم جميعا، وأن الحفاظ على نعمة الأمن من أهم ركائز قوة الأوطان وإستقرارها، وإستمرار تقدمها وإزدهارها، فالأمن من أجلّ النعم التي امتن الله عز وجل بها على عباده، حيث يقول الحق سبحانه ممتنّا على قريش " لأيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" وإن الإسلام أوجب علي الإنسان حب وطنه وشرع الجهاد من أجل الدفاع عن العقيدة والوطن، ودعا إلي حماية الوطن من أعدائه، وممن يريدونه بسوء، وممن يريدون إحداث القلاقل والفتن. 

وإثارة المخاوف والإضطراب، وأن واجب كل إنسان أن يتصدى للفتن ما ظهر منها وما بطن والذي يحدث القلاقل أو يشجع عليها أو يدعو لها ليس بكامل الإسلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم " ومن الخيانة العظمي أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية أو مصلحة شخصية، ومن فعل مثل ذلك كان بعيدا عن الدين بعيدا عن الله، لأن المؤمن الحقيقي من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وإن الإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر مع أعدائه إنسان بعيد عن حظيرة الإيمان، وإنه يرتكب أبشع أنواع الخيانة، وإنه يخون الله تعالي الذي أمر بالدفاع والجهاد من أجل الوطن، ويخون رسول الله صلي الله عليه وسلم.

الذي أمر بحماية أمانة الوطن، ويخون أماناته وأمانات الناس وقد قال رب العزة سبحانه وتعالي كما جاء في سورة الأنفال " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنه وأن الله عنده أجر عظيم " وقال الإمام شيخ الإسلام ابن كثير أنها أنزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروه في ذلك، فأشار عليهم بذلك وأشار بيده إلى حلقه أي إنه الذبح، ثم فطن أبو لبابة، ورأى أنه قد خان الله ورسوله، فحلف لا يذوق ذواقا حتى يموت أو يتوب الله عليه، وانطلق إلى مسجد المدينة، فربط نفسه في سارية منه، فمكث كذلك تسعة أيام. 

حتى كان يخر مغشيا عليه من الجهد، حتى أنزل الله توبته على رسوله صلي الله عليه وسلم فجاء الناس يبشرونه بتوبة الله عليه، وأرادوا أن يحلوه من السارية، فحلف لا يحله منها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فحله، فقال يا رسول الله، إني كنت نذرت أن أنخلع من مالي صدقة، فقال يجزيك الثلث أن تصدق به".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.