بقلم / محمـــد الدكـــروري
نعيش اليوم في زمان تغيرت فيه الأحوال وانقلبت فيه الموازين، فما أحوجنا اليوم إلى أن نجسد بأفعالنا قبل أقوالنا إنسانية التعاليم الإسلامية وسموها، ورقي المشاعر النبوية في معاملة الخلق، كي نشهد لهذا الدين شهادة عملية، بعد ما تسللت الأفكار الهدامة إلى عقول بعض أبناء الأمة من خلال أناس زعموا أنهم يتحدثون باسم الإسلام ونبيه، والإسلام ونبيه براء منهم، وكما يجب علينا أن نعلم جميعا أن دين الإسلام دين الإنسانية في أكمل صورها، فهو أيضا دين السلام، والسلام من أعظم مبادي الإسلام ودعائمه التي قام عليها، وهدف من أهدافه السامية التي دعا إليها، لينعم الناس جميعا بالاستقرار والأمن، ومن ثم يتجه أفراده إلى العمل والبناء، ويعم التسامح والتعاون والإخاء.
وتزول من حياة الناس أسباب الشقاق والفرقة والعداوة والخصام، ويصبح كل فرد من أفراد المجتمع داعيا إلى الخير، عاملا على إرساء قيمة وأهدافه وتوضيح سبله، ويقول مجاهد والثوري في قوله تعالي " كل شيء هالك إلا وجهه" أي إلا ما أريد به وجهه، وقيل كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأتي الخربة فيقف على بابها، فينادي بصوت حزين فيقول أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول "كل شيء هالك إلا وجهه" وقوله "له الحكم" أي الملك والتصرف ولا معقب لحكمه "وإليه ترجعون" أي يوم معادكم، فيجزيكم بأعمالكم، إن كان خيرا فخير، وإن شرا فشر، فإن أتاك شخص محبط أو حزين طيب خاطره، لا تشعره بندم أنه أظهر ضعفه أمامك فأكثر ما يكسر خاطرنا.
هو البكاء أمام من لا يقدر دموعنا، فإن جبر الخواطر سيرقق قلبك، والله مع القلوب الرقيقة وإن الله تعالى مع الجميع ولكن أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة أقرب إلى خالقها لنقائها، فاجبر خاطر محتاج حتى لو كنت عاجزا عن مساعدته، بكلمة أو بنصيحة على أضعف الإيمان، وإياك أن تشعره بعجزه، واجبر خاطر من هم حولك دوما بأى طريقة تسعدهم، فإن الحياة أصبحت صعبة جدا والناس فيهم من حولته الظروف إلى قاس أو منغلق أو جامح نحو الدنيا، فلنخفف وطأتها بجبر الخواطر إلى كل من جبر خاطرا وسلام على القلوب الطيبة التى أينما مرت أزهرت، وإن أفضل عمل يرضي الله تعالى هو الدعاء وإن الدعاء هو لغه تقرب من الله وكذلك جبر الخواطر فعندما يدعو العبد ربه.
فهو يعلم جيدا ما معنى جبر الخواطر علي الله؟ فالدعاء دليل على إدراك العبد أن الله وحده القادر على جبر خاطره ومن هذه الأدعية اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي تعطي به السائلين وتجيب به الداعين أن تفرج كربي وترزقني السكنية والطمأنينة، وأنت اللطيف الحليم، يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك ما علمتنا إياه وما لم تعملنا إياه أن ترزقني من فضلك الواسع مالا مباركا فيه وأن تقضي عني ديني وأنت السميع العليم، اللهم إني أعوذ باسمك من أرذل العمر ومن الحاجة للناس، اللهم لا تحوجني لأحد من خلقك وأغنني بك عن سؤال العالمين يا أكرم الأكرمين، اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي تعطي به السائلين وتجيب به الداعين أن تفرج كربي، وترزقني السكنية والطمأنينة وأنت اللطيف الحليم.
إضافة تعليق جديد