رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 4 مايو 2024 5:19 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن التدبر في القرآن فريضة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 مارس 2024
الحمد لله، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خير من علَّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليما مزيدا ثم أما بعد، إننا بغضل من الله تعالي نعيش في العشر الأوائل من رمضان وهذا هو اليوم الثالث من هذا الشهر المبارك، وإنها النصيحة إلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يغتنموا الفرصة في شهر رمضان، ويعظموا قدر القرآن ويرفعوا شأنه، ويعلوا مكانه في نفوسهم ونفوس أبنائهم وبناتهم وشبابهم وشيوخهم حتى تكون كلمة الله هي العليا.
وأن نطلع على ما كان عليه السابقون من العناية الشديدة بالقرآن الكريم مدى العام عامة وفي رمضان خاصة هذا قتادة رحمه الله كان يختم القرآن في كل سبع ليال دائما، وفى رمضان فى كل ثلاث، وفى العشر الأخير منه فى كل ليلة، وهذا إبراهيم النخعى رحمه الله يختم القرآن، فى رمضان فى كل ثلاث ليال، وفى العشر الأواخر فى كل ليلتين، وهذا سفيان الثورى رحمه الله إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن، وهذا محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله يختم في شهر رمضان ستين ختمة ما منها شيء إلا فى صلاة، وهذا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، يختم القرآن فى ركعة من صلاته ويقول هو "لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله" رحمهم الله جميعا ورضي عنهم، لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وليعلم المسلم أن التدبر فى القرآن فريضة من فرائض الإسلام وشعيرة من شعائره، وواجب مِن واجباته، وبدونه لا يتم إيمانه ولا يتحقق إسلامه، ويقول الحسن البصرى رحمه الله "يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن فى الدنيا خوفك، وليكثرن فى الدنيا بكاؤك" وإن القرآن أيها المؤمنون شفاء، وإن الرقية بالقرآن سنة ماضية فقد رقى جبريل عليه السلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رقى النبى صلى الله عليه وسلم طائفة من الصحابة، فالرقية بالقرآن وبالأدعية النبوية امر جائز، فهيا لنجدد العهد مع الله بتلاوة القرآن والإقبال على تدبر آياته والعمل به لعل الله ان يرفعنا بالقرآن ويرحمنا بالقرآن ويدخلنا الجنة بالقرآن، وإن القرآن متدبرا ما تلاه لسان إلا طاب وحلا، ولا وصل أثره قلبا إلا صلح وصفا.
ولا حل صدرا إلا انبسط وانشرح، ولا تأمل فيه عقل راجح إلا اتسع وانفسح، وهل هملت الدموع الصادقة عند تلاوته أو سماعه إلا بتدبره، وخشعت القلوب بعد أن كانت قاسية كالحجارة إلا بتعقله، وهل عرفت علوم الشريعة إلا بالنظر فيه، والتفكر فيما يحويه، فيقول تعالى كما جاء فى سورة النساء " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا" ألا إن الصديقين والشهداء والصالحين أوصلهم تدبر القرآن إلى ما هم فيه من المراتب العالية والمناقب السامية، وإن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين، ولقد كان لأهل الإيمان مع تدبر القرآن حديث مؤثر، خشعت له قلوبهم، ودمعت منه عيونهم، وسارعت به إلى الأعمال الصالحة جوارحهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.