بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 22 فبراير 2024
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد وضح لنا الإسلام بأن التشاؤم حرام شرعا، وقيل في التشاؤم أنه ذهب رجل ماشيا فرأى رجلا أعرج، أو أعور العين، أو فيه أي عاهة، فقال هذا يوم كله مصائب، لا فائدة أرجع، وقيل أنه ذهب أحد الناس يفتح الدكان في الصباح، فرأى رجلا أعور فرجع، قائلا في نفسه واضحة خسارة من أولها، فهذا هو التشاؤم، وهو التشاؤم الحرام، وكذلك التشاؤم من صوت البوم، ولا التشاؤم برقم ثلاثة عشر، ولا التشاؤم بأصحاب العاهات، ولا التشاؤم بأي شي فكل هذا حرام، والتشاؤم مخالف للتوحيد.
وإن التفاؤل الشرعي هو الذي ينبغي أن يكون، وأحيانا تأخذ الحكمة من كافر، فإن أديسون هذا أصلا ما أكمل تعليمه الحكومي أساسا وأرسلت مدرسة إلى أمه تقول أحسن لك تدع ولدك يجلس في البيت لأنه غبي ما يفهم، فلما قرأت وتعرف ولدها قالت ليس غبيا بل هم الأغبياء، فقام أديسون يجتهد في نشاطه وما فتح له فيه إلى أن اخترع المصباح الكهربائي، لكنه خاض تسع وتسعون تجربة فاشلة حتى نجح في التجربة الأخيرة، فإذن هو الصبر، وإن من أحد وسائل التعلم والتخاطب هو الكلام، وإن الذي يقرأ غير المستمع للكلام الذي يخرج من اللسان، وينبع من تقاسيم الوجه ويرى التعابير تنبع من العينين، ويرى تغيرات الوجه، كل هذه تضفي مشاعر على السامع ولو كان الكلام عبر الكتابة أو عبر الهواتف ما فيه من الرقة.
لما كان تأثيره كتأثير من يتخاطب أمامك وكتأثير من يتخاطب معك ويدك إلى يده أو يده في جسدك ويده تمسح رأسك أو تمسح دمعه من عينيك أو ما شاكل ذلك، وأن تأثير هذا تأثير غريب وتأثير عجيب فإن الكلام له جزء بسيط من التأثير، وتقاسم الوجه وتأثيراته وتغيرات العينين تأخذ القسط الأعظم، لعله يزيد أو يقارب السبعين في المائة من التأثير، لهذا تأثرت مشاعرنا وصار البعض يشكو من جفاف مشاعره أو مشاعر غيره نتيجة أن الحياة ارتبطت بالآلات، وهكذا أيضا نبينا صلى الله عليه سلم يولم على إحدى زوجاته ويعطي للناس الطعام ويبقى أناس يتحدثون في البيت، والله تعالى قد أدّب الناس بقوله تعالى كما جاء فى سورة الأحزاب" يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث"
ففهم الناس وانصرف من انصرف، وبقي من بقي يتحدثون، ولعلهم يطمعون في أن النبي صلى الله عليه سلم يتحدث معهم، فدخل النبي عليه الصلاة والسلام على زوجته ثم عاد فوجد الناس، ثم دخل فعاد فوجد الناس ولم يتحدث معهم، ولم يقل لهم انصرفوا راشدين، ولو قال لهم لكان ذلك أبرد على إلى قلوبهم، ولكنه صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر هؤلاء الناس حتى جاء بعض الصحابة، فقال لهم "ألم تروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل ويخرج" يعني ما فهمتم ما راعيتم مشاعره صلى الله عليه وسلم ماذا تريدون بعد أن أكرمكم؟ فإذا أكرمكم فانطلقوا، ولهذا بعض القبائل أحيانا أو بعض الناس عندهم أسلوب معتاد في مثل هذه القضايا، أنه يطعم الناس، يقدم لهم القهوة، ثم بعد ذلك يطيبهم بالعود.
إضافة تعليق جديد