رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 28 يونيو 2024 12:45 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن التوحيد أمانة والشرك خيانة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد إننا إذا نظرنا إلى الأمانة من حيث متعلقها وإلى من تجب، وما هي مجالاتها، فهى تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أمانة تتعلق بحق الله تبارك وتعالى على عباده، فالله عز وجل ائتمنك على حقوقه في هذه الحياة، خلقك لطاعته وأوجدك لعبادته وأمرك ونهاك، لم يخلقك سُدى ولم يتركك هملا وإنما خلقك لغاية حميدة وأوجدك لهدف رشيد وهو عبادة الله.

وأنت مؤتمن على هذا الأمر، مؤتمن عليه بل إن الأمانة في أعظم صورها القيام بها فيما يتعلق بحق الله على عباده، ولهذا فإن التوحيد أمانة والشرك خيانة، وأعظم الأمانة التوحيد وأعظم الخيانة الشرك والتنديد، وإن من يقوم بحق الله عز وجل، بإخلاص الدين له وامتثال أوامره والبعد عن نواهيه والحذر من الإشراك معه تبارك وتعالى فإنا من يكون كذلك قد قام بالأمانة في حق الرب العظيم سبحانه وتعالى، وإن معرفتك بالله وبأسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ومعرفتك بجلاله وجماله وعظمته وكماله، ومعرفتك بقدرته جلّ وعلا وتمام حكمته وشمول علمه، كل ذلك مما يحقق لك القيام بالأمانة على أبهى صورها وفي أتم حُللها، وأما عن القسم الثاني وهو الأمانة في حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم، فنحن مؤتمنون على القيام بحقوقه عليه الصلاة والسلام. 

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم، محبته وتقديم محبته على النفس والنفيس، وعلى الولد والناس أجمعين، فيقول عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، فقال عمر والله يا رسول الله لأنت الآن أحب إلي حتى من نفسي، فقال الآن يا عمر" فمن الأمانة في حق الرسول عليه الصلاة والسلام، هو محبته صلى الله عليه وسلم، محبة تقتضي امتثال أوامره والبعد عن نواهيه، وتصديق أخباره وتعظيمه وتوقيره، والقيام بحقوقه عليه الصلاة والسلام، والبعد عن الغلو فيه صلى الله عليه وسلم، فكل ذلك أمانة، أمانة علينا اتجاه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

وأما عن القسم الثالث وهو الأمانة فيما يتعلق بحقوق الناس، فهناك أمانة تتعلق بحق الوالدين، وأمانة تتعلق بحق الأبناء، وأمانة تتعلق بحق الجيران، وأمانة تتعلق بحق التجار، والموظفون مؤتمنون والمعلمون مؤتمنون، وكل في مجاله مؤتمن، والله تبارك وتعالى سائل كلا عمّا ائتمنه عليه، وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم " كلم راع وكلكم مسئول عن رعيته "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.