رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 ديسمبر 2024 1:39 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن السخرية من صاحب الدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، لقد أصبحنا اليوم في عصر يسخر الناس من صاحب الدين، وليس هناك أي سبب يدعوه للسخرية منه غير التمسك بالدين، فلو كان سخر منه لشكله لكانت معصية، وفسق، وخروج عن طاعة الله تعالي، لو سخر منه مثلا لخلق فيه، لطبع، لرائحة فمه الكريهة، لنسبه، لثيابه، لوضعه المعيشي، لطريقته في إدارة المنزل، في إدارة الشركة، سخر منه في قضية من القضايا الدنيوية، لكن أنت ترى أن المسلسلات تنصب على السخرية من أهل الدين لأجل تدينهم، ومن أهل الصلاح لأجل صلاحهم.
ومن أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأجل أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ومن أهل القضاء لأنهم يقضون بالشريعة لأنه لا يوجد أي سبب آخر، هم ما سخروا من شكل، أو سخروا من طريقة دنيوية، هو القضية منصبة على الجانب الشرعي، يسخرون منهم لأجل دينهم، أو تمسكهم، وهكذا تجد أيضا في بعض هذه المسلسلات سخرية من عامة المسلمين أحيانا لشعب، أو قبيلة، والله تعالي قال " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " وليس لتباغضوا، أو تتسابوا، أو تتشاتموا، وقال تعالي " لإنما المؤمنون أخوة " وتجد كذلك أن في بعض هذه المسلسلات حرص على فصل الدين عن الحياة، ما لا الدين والاقتصاد، ما لا الدين وهذه العلاقات الإجتماعية، فالدين في المسجد للصلاة والصيام.
والحمد لله نحن نصوم، ونصلي، ونزكي، ونحج، فرسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " بني الإسلام على خمس" أي إذا أقمت أعمدة ولم يكن هناك بنيان، فأقمت ماذا؟ وضعت الأعمدة، وتركت البنيان، والبنيان فيه صلة الرحم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإكرام الضيف، والصدق، والرحمة، والأخلاق الفاضلة، والمعاملة الحسنة، وفيه أذكار، وأدعية، وتلاوة قرآن، وفيه أشياء كثيرة، فالدين مليء بالخير، ونجد أن هذه المهاجمة للبيئات الصالحة، مثلا مركز صيفي فيه أخيار، وحلقة تحفيظ قرآن، ومحكمة شرعية، فما معنى ذلك؟ فمعنى ذلك أن الهجوم لأجل أن هذه بيئات شرعية، أو فيها صلاح أو فيها مصلحون، أو فيها خير، أو فيها أخيار، ولذلك الخطة تشويه سمعة هذه البيئات الطيبة، وشن الغارة عليها، وجعلها مسخرة.
وهزل، وأنها فعلا فيها إفساد، وفيها وفيها، وقد يقول قائل ألا يوجد من تصرفات بعض هؤلاء الذين يقومون بأمور من الخير، والدين، والقضاء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ألا يوجد عندهم أخطاء؟ فنقول نعم، يوجد عندهم أخطاء، أليسوا بشرا، فهل هم ملائكة؟ لكن أنت الآن لا تقتصر على تبيين الخطأ بالطريقة الشرعية، لو كانت القضية عادية، لا تسخر بها علنا، وإنما تذهب إلى هذا المخطئ وبينك وبينه تسر إليه بهذا، ولا تنصحه في الجماعة، فقيل تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة، فلماذا ذلك ؟ فهو حفاظا على المشاعر، فكيف إذا كانت القضية الآن في تعميم نقد المخطأ ليشمل كل أهل الصلاح، فيخطأ مثلا أحد المحتسبين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيتشدد في قضية مثلا ليست شرعا فيها هذه الشدة مثلا.
فيكون اللمز، والغمز والسخرية، والإستهزاء، والهجوم على كل المحتسبين، فيخطأ قاضي مثلا فربما تهاون في العمل، فيعمم هذا على كل القضاة، والمحاكم، والذين يحكمون بالشرعية من خلال المشهد، والتمثيلية، فالقضية خطيرة جدا، ولها أبعاد، وأهل النفاق يعملون ليل نهار، ولا شك أن هذا العمل يحتاج إلى إنكار، ومواجهة، وإلا عم العذاب الجميع إذا سكتوا عن هذه المنكرات التي لها طبيعة العلنية، والتي فيها الإستهزاء بالشرع مع هؤلاء الناس الذين يتولون إقامتها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.