رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 26 يونيو 2024 2:22 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن العتاب في العهد النبوي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار وكرم الإنسان ورفع له المقدار، واصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم، وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد، إنه عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاتب أصحابه على الخطأ. 

فكانوا يتأثرون من المعاتبة أشد التأثر، لدرجة عظيمة، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، وهم قوم من الكفار، فأدركت رجلا، فلما رفع أسامة عليه السيف قال لا إله إلا الله، فطعنته، فهنا أسامة يظن أن الرجل قال لا إله إلا الله اتقاء السيف، فقال وماذا تنفع، فطعنه فقتله، فوقع في نفسي من ذلك، فكانوا إذا صار له أمر، شك أنه خطأ يأتي فورا، ويعاتب نفسه، إذا ظن أن في الأمر شيء، الناس اليوم تمر عليهم أمور متأكد من تحريمها، ولا يحدث في نفسهم شيء مطلقا، وقع في نفسه شيء، ربما أنه أخطأ، ماذا يعمل؟ إلى المرجع مباشرة، وهكذا قال تعالى فى سورة النحل " فاسأَلوا أَهل الذكر إِن كنتم لا تعلمون" فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

"قال لا إله إلا الله وقتلته؟ قال، قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح، قال " أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها، أم لا، أقالها خوف السلاح أم لشيء آخر، فما زال يكرر ذلك" وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته؟ قال نعم، قال فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة، فيقول أسامة يا رسول الله استغفر لي، قال فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة، فيقول أسامة يا رسول الله استغفر لي، فجعل لا يزيده على أن يقول فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة" فماذا حدث في هذا الموقف؟ لما عاتبه على خطئه وبخه صلى الله عليه وسلم توبيخا شديدا، وذكره بالحساب، ماذا تمنى الصحابي، ماذا قال؟ ما هي الكلمات التي عبر بها عن الحرج العظيم في نفسه؟ قال فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. 

تمنيت أني ما دخلت في الإسلام إلا بعد هذه الجريمة لأن الإسلام يجب ما كان قبله، تمنيت أني ما أسلمت إلا في ذلك اليوم لأنه عظم عليه الإثم جدا، ولكن اليوم كثير من المجرمين يفعلون جرائم متعددة، وكبائر كبيرة جدا، ولو سمعوا وعظم ذلك عليهم وقرعوا على أفعالهم، وأقيمت عليهم الأدلة على شناعة ما فعلوا، ماذا يحدث لديهم من التأثر؟ وأي تأثر يحدث في نفوسهم؟ فهناك فرق كبير بين هذه النفسيات والناس نفوسهم اختلفت تماما، فاللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطانا وعمدنا وكل ذلك عندنا اللهم تجاوز عن سيئاتنا، اللهم أدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب، إنك سميع الدعاء يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد صلي الله عليه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.