رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 6 أكتوبر 2024 1:58 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن راحة النفس بالعبادة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العلي الأعلى، أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه، يدّعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق. 

وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، إن من أسباب الأمن في المجتمعات هو الرضا والقناعة بما قسم الله، حتى لا تتطلع النفس إلى ما في أيدي الناس فيكون ذلك من دواعي كفر النعم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا رأى أحدكم من فضل عليه بمال أو سلطان، فلينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه فإن ذلك أجدر بشكر نعمة الله عليه" وكذلك راحة النفس بالعبادة وفي مقدمتها الصلاة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر أو أهمه قال "يا بلال أرحنا بالصلاة" كما كان من قوله صلى الله عليه وسلم "وجعلت قرة عيني في الصلاة" وكذلك والأمن بالمشورة في كل أمر، حتى يخف ما على كاهل الإنسان بإعطائه للآخرين، فيشاركون في الرأي. 

وغير هذا من الأمور التي جعلت الشريعة الإسلامية فيها حلولا لكل ما يعترض الإنسان في هذه الحياة، حيث يجد المرء في المخارج ما يريح نفسه، ويعينه على التغلب على المشكلة التي اعترضته لأن في كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ما ينير الطريق، ويوضح المعالم، ويهدئ النفوس، فقال الله عز وجل " ما فرطنا فى الكتاب من شيء" وقد وصف الله تعالى الفئة المؤمنة بآيات كريمات في مطلع سورة سميت باسمهم وهى سورة المؤمنون، أعطتهم صفاتا مطمئنة ومريحة، لأنهم في يقين ورضا، فإن الأمن هو شعور الفرد أو الجماعة بالطمأنينة، وإشاعة الثقة والمحبة بينهم، بعدم خيانة الأفراد لبعضهم البعض، والقضاء على الفساد، بإزالة كل ما يهدد استقرارهم وعيشهم، وتلبية متطلباتهم الجسدية والنفسية لضمان قدرتهم على الاستمرار في الحياة بسلام وأمان. 

فلا يستطيع الناس الاستقرار في معيشتهم بدون الأمن والأمان، وكما تعم الاضطرابات الأمنية، ولا يستطيع الفرد أن يشعر بالأمن والسلامة على نفسه وأهله وأحبته وماله، وتتوقف بعض مظاهر العبادة كالحج، الذي يحتاج إلى توفير الأمن القومي بين الدول، لتنقّل الحجاج بسلام دون إلحاق بهم أي ضرر، وكما تنتشر الجرائم بكثرة، مثل القتل والاغتصاب وغيرها، وكما تسود الفرقة والنزاعات بين أفراد المجتمع الواحد، نسأل الله العافية والسلامة والصلاح لنا ولأبنائنا وبناتنا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.