رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 18 أكتوبر 2024 6:21 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن سبب الخروج من المضائق

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 26 يوليو 2024
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد إن من فوائد الاستغفار أنه يدفع العقوبة ويدفع العذاب وأنه سبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق والخروج من المضائق، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبى داود وابن ماجه، وأنه سبب لنزول الغيث والإمداد بالأموال والبنين ونبات الأشجار وتوفر المياه، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه أمرنا أن نستغفر بالسحر سبعين استغفارة وقال سفيان الثوري رحمه الله بلغني أنه إذا كان أول الليل نادى مناد ليقيم القانتون فيقومون كذلك يصلون إلى السحر.

فإذا كان عند السحر نادى مناد أين المستغفرون فيستغفر أولئك ويقوم آخرون فيصلون فيلحقون بهم فإذا طلع الفجر نادى مناد ألا ليقم الغافلون فيقومون من فرشهم كالموتى نشروا من قبورهم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قال الله سبحانه وتعالى، يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي، والاستغفار مشروع في كل وقت وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل فيستحب الاستغفار بعد الفراغ من أداء العبادات ليكون كفارة لما يقع فيها من خلل أو تقصير. 

وكما شرع بعد الفراغ من الصلوات الخمس فقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثا لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو، وشرع الاستغفار بعد الإفاضة من عرفة والفراغ من الوقوف بها وشرع الاستغفار في ختم المجالس حيث أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما يقوم الإنسان من المجلس أن يقول " سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك" فإن كان مجلس خير كان كالطابع عليه وإن كان غير ذلك كان كفارة له وكذلك شرع الاستغفار في ختام العمر وفي حالة الكبر، وينبغي ملازمة الاستغفار في كل وقت والإكثار منه في هذه الأوقات والأحوال المذكورة، لتحوزوا هذه الفضائل، وتنالوا هذه الخيرات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار. 

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال " إننا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" رواه أحمد، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" وقوله صلى الله عليه وسلم "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " وقال صلى الله عليه وسلم "سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" رواه البخاري. 

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثرا" رواه ابن ماجه، والاستغفار معناه طلب المغفرة من الله بمحو الذنوب وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع وابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وأما الذي يقول أستغفر الله بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله فهو كذاب لا ينفعه الاستغفار،  فقال الفضيل بن عياض رحمه الله استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين وقال آخر استغفارنا ذنب يحتاج إلى استغفار، يعني أن من استغفر ولم يترك المعصية، فاستغفاره ذنب يحتاج إلى استغفار فلننظر في حقيقة استغفارنا لئلا نكون من الكذابين الذين يستغفرون بألسنتهم وهم مقيمون على معاصيهم، وتذكروا أن في حوادث الزمان، وفجائع الأيام ما يحمل أولي الألباب والنهى وذوي الإيمان والتقى على الاعتبار والإدكار، والعودة إلى الله الواحد القهار، والاعتصام بهدي القرآن، واقتفاء هدي سيد الأنام، والإقبال على طاعة الله ومرضاته وكثرة التوبة والاستغفار.

فإن ذلك من أعظم الأسباب لحلول الأمن في البلاد، وإضفاء الطمأنينة في نفوس العباد، وهو وحده الكفيل بحفظ أمة الإسلام في كافة بلادها، ومختلف مجتمعاتها من كل ما تخشى وتحاذر، فأقبلوا على ربكم وأطيعوه، واستغفروه وتوبوا إليه .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.