بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 21 مارس 2024
إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد، إن من وسائل تحقيق السعادة هو المداومة على العبادة والأعمال الصالحة، فالعمل الصالح طريق السعادة، لمن أراد السعادة في الدنيا والآخرة، وإن سعادة النفس أن تحيا الحياة النافعة فتعبد الله، ومتى لم تحي هذه الحياة كانت ميتة، وكان مالها من الحياة الطبيعية موجبا لعذابها، فلا هي حية متنعمة بالحياة، ولا ميتة مستريحة من العذاب، لذلك كان سلفنا الصالح إذا ضاقت بهم الهموم واشتبكت الغموم أتوا الصلاة وانطرحوا بين يدي ربهم، فتنفرج لهم الدنيا، فكان صلى الله عليه وسلم ينادي على بلال فيقول.
"يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها" فإذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، وأخذ الهم بتلابيبك، فقم حالا إلى الصلاة، تثوب لك روحك وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة بإذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب، وإن من وسائل تحقيق السعادة هو الدعاء، فتدعو الله دوما أن يجعلك من أهل السعادة، فمد يديك، ارفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه، بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابه، انتظر لطفه، ترقب فتحه، أحسن ظنك فيه، انقطع إليه، تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح، وإن من وسائل تحقيق السعادة هو حسن اختيار الزوجة والمركب والمسكن، فعن سعد بن أبى وقاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة، المرأة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك.
والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرةَ المرافق ومن الشقاوة المرأة تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا، فإن ضربتَها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلةَ المرافق" فيشرع للإنسان أن يسأل ربه السعة في المسكن ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فى ليلة وقال "اللهم اغفر لى ذنبى ووسع لى فى دارى وبارك لى فيما رزقتنى" وسأل مرة مسلمة بن عبد الملك جلساءه من أسعد الناس؟ قيل له أنت، فقال وأين ما ألقى في الثغور؟ فقالوا أمير المؤمنين، فقال وأين ما يلقى من أعدائه؟ فقالوا من أيها الأمير؟ فقال رجل له زوجة يحبها وتحبه قد رزقه الله كفافا لا نعرفه ولا يعرفنا.
وكذلك فإن من وسائل جلب السعادة هو تلاوة القرآن، فالقرآن علاج الهموم، ومزيل الغموم، ومُذهب الحسرات، وكاشف للبليّات فيا من أحاطت به هموم الدنيا، وأزعجته المصائب، أوصيك بأن تجلس مع القرآن في كل يوم ولمدة ساعة تقرأ فيه، وتتأمل معانيه، وتعرض نفسك عليه، فوالله سوف تشعر بالسعادة وتذوق طعم الحياة، فقد قال الحسن البصري رحمه الله تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء، في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد