رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 4:34 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن عبد الله بن مسعود مع زازان

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 26 فبراير 2024
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إنه ينبغي أن يكون المسلم دائما إيجابي في كل شيء إذا وقع بصره على شيء طيب يتكلم عنه ويكبره وينميه ويزيده ويثني عليه، أما الشيء السيء فيعالجه بهدوء ولطف وأن تذكر ثلاثة مميزات مقابل شيء سيء واحد في الشخص الذي تنصحه لأنك إذا ابتدأت بالعيوب قفلت النفس ومن يسمعك سيسد أذنه عن سماع نصيحتك ولكن إذا قلت له انت شخص متميز وناجح مثلا ولكن فيك عيب صغير هو كذا وكذا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عمر رضي الله عنهما "نعم الرجل عبد الله لو كان يقيم الليل" وسمع ابن مسعود زازان.
الذي كان رجلا حسن الصوت يغني وفى يوم مر عبد الله بن مسعود بجوار مجلسه فسمعه وهو يغني، فقال ما أجمل هذا الصوت لو كان بكتاب الله، وبلغت الكلمة زازان فتأثر بها جدا، وكانت سببا لتغيير مجرى حياته وذهب لعبد الله بن مسعود تائبا باكيا، فبشره أن الله يحبه فدهش زازان وقال كيف؟ فقال له "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" واتجه الرجل بعدها للقرآن، فسبحان الله كلمة غيرت حياة شخص وأدارت الدفة إلى الجهة الأخرى، فإن جبر الخواطر والله كلمة واحدة قد تسير مسار حياة إنسان، لأن قائلها قالها بإخلاص ولطف ومراعاة لكيفية التعامل مع الشخص الذي تكلمه فتغير مجرى حياته تماما، وكثير والله من الأمراض النفسية سببها الكثير من المواقف السيئة والسلبيية التي مر بها إنسان بكلمة أو سب وشتم
أو غلظة من شخص فديننا يعلمنا كيف نرى الجميل في الناس ونجبر بخواطرهم، وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير، قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال يا أبا عمير، ما فعل النغير طائر صغير كالعصفور؟ قال فكان يلعب به، وإنه حينما يأتيك طفل يشتكي ألما أو أذى أصابه لا داعي للغلظة مع الطفل ورده ردا غليظا أو دفعه بقوة ليتركك وشأنك فقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم التلطف مع الأطفال سبحان الله العظيم، وإن من جبر الخواطر هو السؤال عن المريض وزيارته والدعاء له وقد اجتمعت عليه ألم الوحدة وألم المرض.
كذلك الإهتمام بشؤونه التي عجز عنها لمرضه هذا كله من جبر الخواطر، وأيضا في حال العزاء قد يفوتك الفرح لكن لا يفوتك العزاء، لأن الناس لا ينسون أبدا من واساهم وخفف عنهم بكلمة أو أخذ بأيديهم، وقديما قالوا ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، وكما أيضا من جبر الخواطر هو المواساة عند الشدائد والكربات المختلفة، وأيضا من جبر الخواطر الهدية وخاصة في المناسبات السعيدة وهذه لها أثر معنوي كبير، والهدية ليس في قيمتها إنما في رمزيتها، وهي أنك تذكرتني وأني على بالك والهدية من أسباب زيادة المحبة لقوله صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا" والمواقف الطيبة لا تنسى وتحفر في الذاكرة، أقول فولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.