بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 18 مايو 2024
إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد تمثل النظرية التربوية الإسلامية صورة لعقيدة المجتمع، وأهدافه، وتطلعاته المستقبلية في أفراد المجتمع، وتتكون في مفاهيم وتصورات المؤسسات التربوية البيت والمدرسة والمؤسسات المجتمعية، وتواجه النظرية التربوية الإسلامية تحديات عديدة على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والتعليمية تعمل على محاولة تغريب المجتمع المسلم، وذوبان هوية الفرد المسلم في ظل العولمة وصراع الحضارات، لذا كانت هناك حاجة مهمه لصياغة نظرية تربوية إسلامية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
ومن التراث الفكري للمسلمين عبر العصور، وإن النظرية التربوية الإسلامية في اصطلاح التربويين هي مجموعة من التصورات والمفاهيم والأفكار والأهداف والأحكام والقيم ذات الحد الأقصى من التجريد والعمومية، ويمكن في ضوئها تفسير العمليات التربوية الإسلامية تقريرها وتقويمها إعتبارا من أساسها ومناهجها وأساليب تحقيقها بوسائل وتنفيذها، والتي تهدف إلى الصعود بالإنسان المكرم إلى كماله بالتدريج حسب المراحل التكليفية، حتى يمكنه إدراك الرؤية المعرفية التي تتمثل في السلوك والواقع في حقيقة الكون والوجود والخلافة الإنسانية وفيما بعد الحياة، وكما تعرف النظرية أيضا بأنها بناء فكري كلي شامل مكون للمعرفة البشرية، فالنظرية الإسلامية التربوية جزء من الفكر التربوي الإسلامي.
وقد نادى الفكر الإسلامي بضرورة تفعيل التصور الإسلامي في المواقف التعليمية للعلوم الإجتماعية والتربوية والنفسية والعلوم الطبيعة من أجل تقديم رؤية إسلامية توجه هذه العلوم لأن العلوم الحديثة التي نُقلت للمسلمين نُقل معها فلسفتها اللادينية، ونظرياتها المادية، فأحدثت انفصالا في شخصية المسلم، وبنية المجتمع نتيجة ثنائية المناهج التعليمية التي فصلت فلسفات مناهجها بين الجانب المعرفي والجانب الديني، فأصبحت هناك علوم دينية وعلوم لا دينية، فالنظرية التربوية الإسلامية في ضوء ذلك تساعد في بناء وتخطيط مناهج إسلامية للعلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية والطبيعة أيضا، وإن الغاية من بناء نظرية تربوية على أسس وأصول مثبتة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، لتبرز هوية الأمة الإسلامية بالمعنى الحضاري والفكري والثقافي.
وليس بالمعنى العرقي والعنصري ولتؤكد على الهوية الثقافية للأمة الإسلامية من خلال تأصيل العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية، وذلك بإعادة النظر في المفاهيم والنظم والنظريات وتحليل الواقع وفهمه جيدا، للوصول إلى إطار معرفية ومبادئ، أو نظريات صحيحة للتربية، تكون مرجعا لأنشطة العمل التربوي بما يتناسب مع المنهج الرباني، فاللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زادا لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
إضافة تعليق جديد