رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 22 ديسمبر 2024 11:03 م توقيت القاهرة

أثر المخدرات المدمر على الأمم والشعوب.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد إن المخدرات داء خطير وبلاء مستطير، ما منشأ في مجتمع فسكتوا عن إنكاره ومحاربته إلا وكتب على ذلك المجتمع الإنهيار والإنحدار، فهو داء خطير، وأثره المدمر على الأمم والشعوب أشد من الحروب التي تأكل الأخضر واليابس وتدمر الحضارات، ولقد حرص أعداء الإسلام في كل مكان وزمان على إفساد شباب هذه الأمة ونخر أجسادهم وعقولهم وقد ظهرت محاولات إفسادهم في كل ميدان بغزو مكثف من جميع الإتجاهات ولعل من أنكى الوسائل التي غزوا بها المجتمعات الإسلامية هو المخدرات والمسكرات.

حيث تفننوا في إرسالها بشتى الصور ومختلف التسميات وجعلوا تناولها وحملها أمرا في غاية السهولة على الصغار قبل الكبار حتى إنتشرت لدى كثير من شباب المسلمين، فيا شباب الأمة، إحذروا المخدرات والمسكرات والمفترات فإن تعاطيها عدوان على الجسم والعقل والنفس والدولة والمجتمع، وليس من عاقل منحه الله العقل أن يعير عقله غيره ليعبث به كما يشاء، فكما أن أحدنا لا يسره أن يسرق ماله، أو يراق دمه، أو تدمر صحته، فكذلك العقل الذي هو مناط التكليف، فإن المخدرات بأنواعها خطيرة وجريمة في حق الدين والوطن وأضرارها على الأسرة والمجتمع وخيمة، فأما الضرر الأسري فهو ما يلحق بالزوجة والأولاد من إساءات، فينقلب البيت جحيما لا يطاق من جراء التوترات العصبية والهيجان والسب والشتم وترداد عبارات الطلاق والحرام.

والتكسير والإرباك، وإهمال الزوجة والتقصير في الإنفاق على المنزل، وقد تؤدي المسكرات والمخدرات إلى إنجاب أولاد معاقين مشوهين، وهم بالوراثة سوف ينساقون نحو هذا المحرم، والفرد الذي يتعاطى المخدرات ينفصل عن الأسرة والمجتمع، فيصبح عضوا غير منتج، سوداوي النظرة إلى الآخرين، مكتئبا دائما، متبلد الإنفعال والمشاعر، مختل التوازن، يضحك في غير وقت الضحك، ويبكي في غير وقت البكاء، ويعيش مع لخيال، فالذي يتعاطى المخدرات ليس بأحسن حالا من الذي يتعاطى المسكرات، لأن كليهما يغيب عن الواقع، ويتعمد الإثم والعدوان، ويقتل نفسه بنفسه، وفي القرآن الكريم يقول تعالى " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" وكما قال تعالي "ولا تقتلوا أنفسكم" فإتقوا الله عباد الله حق التقوى، ولكي نصل إلى مجتمع بلا مخدرات وبلا مدمنين.

يجب على الجميع التكاتف والتعاون من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال التعاون مع الجهات الرسمية المسؤولة والمؤسسات الخاصة والجمعيات لوقف ومحاربة هذا الوباء الذي يهدد مجتمعنا، ويؤدي إلى ضياع الشباب وهلاكه، ومن المهم شغل أوقات النش والشباب بالنافع والمفيد، وإن الحديث عن تفشي المسكرات والمخدرات ونسبها وقصصها وآثارها حديث مؤلم ولكن السكوت عنه لا يزيد الأمر إلا إيلاما فكم مزقت المخدرات والمسكرات من صلات وقرابات؟ وكم فرقت من علاقات وصداقات وكم شتت من أسر وجماعات؟ فهذا والد يشكي وهذه أم تبكي وهذه زوجة حيرى وهؤلاء أولاد تائهون في ضيعة كبرى، فإلى الله وحده الشكوى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.