بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 24 يوليو 2024
الحمد لله مدبر الشهور والأعوام ومصرف الليالي والأيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام أما بعد هذا هو نبينا وقدوتنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قد مكرت به قريش في جاهليتها، فآذوه، وعذبوا أصحابه، وأخرجوه من بلده، وخططوا لقتله وحاربوه في دينه ومعتقده، وقاتلوه وقتلوا أصحابه، وكانوا حريصين على قتله، ومع كل ذلك يوم أن مكنه الله تعالى من رقابهم يوم فتح مكة، فقد خاطبهم صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على باب الكعبة، وهم وقوف تحت قدميه، فقال لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ فجاءه الرد من قلوب خائفة ذليلة وجلة "أخ كريم وابن أخي كريم" فماذا فعل فيهم صلى الله عليه وسلم؟
فقد خاطبهم بذلك الخطاب الذي يمسك بأذن التاريخ والبشرية، ليصب فيها أروع صور العفو والمسامحة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" مع كل ما فعلتموه "أذهبوا فأنتم الطلقاء" مع كل ما ارتكبتموه "أذهبوا فأنتم الطلقاء" فهكذا يجب أن يكون المجتمع الإسلامى فهو مجتمع عفيف طاهر، لم يتمرغ في أوحال الدنس والقذارة الأخلاقية، بعيد كل البعد عن الأسباب التي تدنسه كالنظر للنساء الأجنبيات، وسماع الغناء الماجن المحرم، والاختلاط بين الرجال والنساء وكل ذلك حفاظا عن الأعراض والأنساب، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الأنعام " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن" وقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا "
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " ويا من إذا عاهد غدر ونقض كيف تغفل عن قوله تعالى كما جاء في سورة النحل " وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون " ثم كيف تنسى ما يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لكل غادر لواء يوم القيامة يُعرف به " رواه مسلم، وليس هذا فحسب فقد نهت تعاليم الإسلام عن الغدر ولو مع غير المسلمين لما يترتب عليه من ضياع للثقة وفقدانها ولما يسببه ذلك السلوك الشائن والعياذ بالله من ضياع للحقوق واضطراب للحياة في المجتمع وتذكر أن الغدر صفة خبيثة.
وخصلة ذميمة من خصال النفاق التي تنبئ عن خبث النية وفساد السريرة ولا تنس يا من اشترى الضلالة بالهدى أن للنفاق صورا متعددة وأشكالا مختلفة تعتمد جميعها على إظهار الخير وإبطان خلافه سواء كان ذلك في القول أو العمل أو النية واعلم أن النفاق هلاكٌ للفرد ودمار للمجتمع وسبيل إلى ضياع الحقوق وعدم استقامة الأمور، ومؤشر لفقدان الثقة بين الناس، أسأل الله لنا ولكم التوفيق إلى صادق القول وصالح العمل وخالص النية وكفانا وإياكم شر النفاق وسوء الأخلاق وجعلنا ممن يراقب الله في السر والعلن وفي القول والعمل، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إضافة تعليق جديد