رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 9:54 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن ولكن رسول الله وخاتم النبيين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الدين الإسلامي الحنيف هو الذي يعمل على وحدة المسلمين وتماسكهم، وإن المجتمع الإسلامي لا يقوم إلا بتكافل وتضامن جميع الأفراد، وتحمل كل منهم المسؤولية الخاصة به، وإن العدالة ظاهرة بشكل مفصل ودقيق، وإن مرد المسلمين دائما إلى حكم الله سبحانه وتعالى المبيّن في شريعته السمحه ولقد خاض النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، عددا من الغزوات والمعارك بهدف إقامة الحق ودعوة الناس إلى توحيد الله سبحانه وتعالى بإزالة العوائق التي تحيل دون نشر الدعوة، وتجدر الإشارة إلى أن الغزوات التي خاضها الرسول صلي الله عليه وسلم، كانت نموذجا عمليا في بيان صورة المُحارب الفاضل واحترام الإنسانية ذلك بعد أن بدأت العلاقات تشتد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم. 

في المدينة والقبائل من خارجها، ممّا أدّى إلى وقوعٍ عددٍ من المواجهات القتالية بين الأطراف المختلفة، وسمّي القتال الذي شهده الرسول بالغزوة والذي لم يشهده بالسرية، وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ليعلم العباد أن كل من ادعى هذا المقام بعده صلى الله عليه وسلم فهو كذاب أفاك دجال، فقال الله تعالى فى سورة الأحزاب "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما" وقد أجمعت الأمة الإسلامية سلفا وخلفا على هذه العقيدة، كما أجمعت على تكفير من ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم ووجوب قتل مدعيها إن أصر على ذلك.

فقال الألوسي "وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب، وصدعت به السنة، وأجمعت عليه الأمة، فيكفر مدعي خلافه ويقتل إن أصر" وقال ابن كثير وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل" والقرآن الكريم هو معجزته العظمى التي اختص بها دون غيره فهو الحجة المستمرة الدائمة القائمة في زمانه وبعده إلى يوم القيامة، فهو كتاب خالد لا ينضب معينه، ولا تنقضي عجائبه ولا تنتهي فوائده محفوظ بحفظ الله من التغيير والتبديل والتحريف، وقال ابن حجر المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره. 

لأن كل نبي أعطى معجزة خاصة به لم يعطها بعينها غيره تحدى بها قومه، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه، كما كان السحر فاشيا عند فرعون فجاءه موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوا ولم يقع ذلك بعينه لغيره، وكذلك إحياء عيسى الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لكون الأطباء والحكماء كانوا في ذلك الزمان في غاية الظهور فأتاهم من جنس عملهم بمالم تصل قدرتهم إليه ولهذا لما كان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الغاية من البلاغة جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بسورة مثله، فلم يقدروا على ذلك، لذا فالقرآن الكريم أخص معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جملة حفظ الله لكتابه هو سهولة حفظه في الصدور. 

وحفظه من التلاعب والتغاير في ألفاظه ومعانيه بالزيادة والنقصان، ومن حفظه صيانته من المعارضة، ومن حفظه تقييد الله له العلماء الراسخين يذبون ويدفعون عنه شبه الملحدين إلى آخر الدهر، وقال القاضي عياض لا يكاد يعد من سعى في تغييره وتبديل محكمه من الملحدة والمعطلة لا سيما القرامطة، فأجمعوا كيدهم، وحولهم وقوتهم فما قدروا على إطفاء شيء من نوره، ولا تغير كلمة من كلامه، ولا تشكيك المسلمين في حرف من حروفه والحمد لله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.