رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 19 مايو 2025 3:56 م توقيت القاهرة

الدليل على ثمة حل لكل مشكلة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي وفق العاملين لطاعته فوجدو سعيهم مشكورا، وحقق آمال الآملين برحمة فمنحهم عطاء موفورا، وبسط بساط كرمه للتائبين فأصبح وزرهم مغفورا، وأسبل من نعمه على الطالبين وابلا غزيرا، سبحانه فتح الباب للطلبين، وأظهر غناه للراغبين، وأطلق للسؤال ألسنة القاصدين، وقال في كتابه المبين "ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم يا كاشفا الضر والبلوى مع السقم، قد نام الوفد حول البيت وانتبهوا وأنت عيناك يا قيوم لم تنم، هب لنا بجودك فضل العفو عن جرمي يا من إليه أشار الخلق في الحرم، إن كان عفوك لا يدركه ذو سر ف فمن يجود على العاصين بالكرم، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا.

محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، الذي سبح نفسه بما أولاه من وده، فقال جل وعلى "سبحان الذي أسرى بعبده" يا سيدي يا رسول الله أنت الذي تستوجب التفضيلا فصلوا عليه بكرة وأصيلا، ملئت بنبوته الوجود فأظهرا بحسامه الدين الصحيح فأسفر، ومن لم يصلي عليه كان بخيلا فصلوا عليه وسلموا تسليما، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إن الهجرة النبوية المشرفة هي دليل على ثمة حل لكل مشكلة، وإنظروا جميعا إلي نبي الله المصطفي صلى الله عليه وسلم حينما يجلس وهو في عمر الخمسين، بعد عشر سنوات من الجهاد والأذى يستعرض كيف قام بالدعوة منذ سنين وكيف أوذي وكيف عذب هو وأصحابه، وكيف حوصر في شعب أبي طالب. 

حتى كادوا أن يهلكوا من الجوع، ثم كيف ذهب إلى الطائف وعاد منها مُهانا، ثم كيف يعرض نفسه على القبائل فترده القبائل كلها كأنما دبروا هذا بليل، ثم نتخيله وهو عازم لم يثنه كل هذا، وما يزال يحاول ويجاهد، ويبحث عن أرض تقله وعن بشر يحمونه، حتى يظفره الله تعالي بنفر الأنصار الذين كانوا بداية النصر والتأييد، وهنا يكمن الدرس العظيم وهو إن لكل مشكلة حلا، لكن لا يصل إلى هذا الحل إلا من أخذ في البحث والتقصي وإجتهد، وقد يتعثر مرة ومرات لكنه سيجده، ففي سيرة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم كلها لم توجد مشكلة لم يكن ثمة حل لها وحيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين جميعا، فذلك دليل على أن المسلمين قادرون على إيجاد الحل لكل مشكلاتهم لو إقتدوا بالنبي وتعلموا منه صلى الله عليه وسلم، وصحيح قد يكون الحل صعبا.

وهي صعوبة تبلغ أن يقف النبي صلى الله عليه وسلم ناظرا خلفه إلى مكة التي يعانقها الليل ويقول دامعا " والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" ولكن الذي أعثره على الحل يقول له " إن الذي فرض عليك القرآن لردك إلي معاد " وقد حصل ودخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحا ومتواضعا، فمن ذا الذي يرد أمر الله وهو غالب على أمره؟ نسأل الله تعالي أن يجعلنا وإياكم منهم بمنه وكرمه، هذا واعلموا رحمكم الله أن من أفضل الطاعات وأشرف القربات كثرة صلاتكم وسلامكم على خير البريات، صاحب المعجزات الباهرات، والآيات البينات فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.