الدُّنيا مِثلَ حافِلَةٍ مُكتَظَّةٍ بالراكبين، قَد تجد فيها مكاناً تقعدُ فيه، أَو تضطَرَّ للوقوفِ حَتَّى النهاية، وَ رُبَّما حالفَكَ الْحَظُّ فَتَهَيَّأَ لكَ مكانُ أَحدِ الْمُغادرين، إِلَّا أَنَّكَ في جَميعِ الأَحوال، ستَصِلُ إِلى محطّتكَ الْمقصودة، ما لَم تَتعَرَّضِ الحافلَةُ لحادِثٍ عارِضٍ؛ بغَضِّ النظرِ عَمَّا إِذا كانَ الحادِثُ عَن تدبيرٍ مُسبَقٍ، أَو لَم يَكُن كذلك، وَ في شَتَّى الظروفِ، شئتَ أَم أَبيتَ، حالما يَحينُ وقتُ نزولِكَ منها، ستكونُ مُجبَرَاً على تركِها لا مَحَالَة، وَ إِن كُنتَ آنذاكَ على عُجالة! فتَهَيَّأ لِما بَعدَ النزول، وَ دَع عنكَ طريقاً مَصيرُهُ الأُفول؛ فإِنَّ أَزهارَ الآخِرَةِ إِن لَمْ تَسقِها بالخَيرِ، كانَ مَصيرُها الذبول.
إضافة تعليق جديد