رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 سبتمبر 2024 7:53 م توقيت القاهرة

الصندوق الأسود لرجل الحديدي

الرجل الحديدي............الجزء الرابع عشر. بقلم /  مالك عادل
.
تصدي الجنرال لفكرة توريث الحكم إلى جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق، وحذر من إقصاء أحمد عز لجماعة الإخوان الإرهابية خلال انتخابات برلمان 2010، ومدى الكراهية التي حملها حبيب العدلي، وزير الداخلية الأسبق، تجاه رئيس المخابرات وتشكيكه في معلومات الجنرال التي نقلها إلى مبارك.
.
وفي صندوق أسرار الجنرال، الرئيس الأسبق مبارك تخلى تمامًا عن فكرة التوريث الحكم لنجله الأصغر جمال، في 4 يونيو 2009، عقب زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر وخطابه الشهير في جامعة القاهرة.
و عقب اللقاء الخاطف الذي جمع بين مبارك وأوباما، بقصر العروبة، في مستهل زيارته للقاهرة، فطن الرئيس الأسبق أن الإدار الأمريكية، سوف تعول على ملف التوريث، لتصفية حسابات خاصة معه، لرفضه إنشاء قواعد عسكرية لواشنطن فوق الأراضي المصرية، وترسخت لديه قناعة ثابتة أن الجنرال عمر سليمان هو المؤهل لحكم البلاد، في ظل الحالة الصحية المتردية لمبارك خلال تلك الفترة، وأبلغه حينها بذلك وأعلنها بشكل واضح أمام رئيس المخابرات، حيث أكد له أن عملية توريث الحكم لـ"جمال" أمرًا صعبًا بل مستحيل، وطالبه بضرورة الاستعداد لتكليفه بمنصب نائب رئيس الجمهورية، خشية فراغ المنصب، نتيجة مرضه، لحماية الدولة من الدخول في صراع على السلطة.
.
وأبلغ الجنرال الرئيس الأسبق مبارك، أن قرار تخليه عن فكرة التوريث قرارًا حكيمًا، خاصة أن رئيس جهاز المخابرات الأسبق، كان من المعارضين للفكرة، ونصح الأب بالتخلي عنها، خوف من سقوط الدولة، وأكد له أن هناك خط اتصال مفتوح بين المخابرات الأمريكية والتركية من جهة، وبين الجماعة الإخوان من جهة أخرى.
.
وقد نشأ خلاف بين الرئيس الأسبق والجنرال، بعد نصيحة الجنرال بضروة منح الإخوان الفرصة فى انتخابات مجلس الشعب 2010، بعد علم جهاز المخابرات بنية أحمد عز أمين التنظيم بالإطاحة بأعضاء الجماعة من داخل البرلمان، وتنسيقه مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العدل في هذا الشأن.
.
ورأي سليمان طبقًا لتصريحات المصدر، أنه من الضروري أن تنال الجماعة في البرلمان نفس حصتها فى برلمان 2005، بالإضافة إلى السماح لـ"المحظورة" بتأسيس حزب سياسي، بهدف التمكن من وضعهم تحت رقابة الدولة سياسيًا واقتصاديًا، وقابل مبارك نصيحة سليمان بالرفض.
.
وكان من دفع مبارك إلى التمسك برأيه، هو حبيب العادلي وجهاز أمن الدولة، الذي صور للرئيس الأسبق قدرته على وضع الجماعة تحت رقابة الجهاز ورصد تحركات أعضائها داخليًا وخارجيًا.
.
وكانت المفاجأة هي إخبار الجنرال لـلرئيس "مبارك" بأن واشنطن تخطط لإيصال الرئيس المعزول "محمد مرسي" إلى الحكم، وأن جميع القيادات البارزة والمعروفة فى الجماعة ليست فى الحسابات الأمريكية، واستهان الرئيس الأسبق بمعلومات الجنرال، وجادله بحديثه حول عدم ثقل "مرسي" داخل الجماعة، وأن هناك قيادات بارزة تمثل خطرًا فعليًا، وقد تعامل معها حبيب العدل وزير الداخلية، واعتقل أغلبهم وشدد الرقابة على المتبقي خارج السجون.
.
وقد أكد رئيس جهاز المخابرات، للرئيس الاسبق مبارك أن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، غير مقبول في أمريكا بسبب طموحه المفرط، وتواصله المباشر مع القيادات بالتنظيم الدولي، والتنظيمات الإسلامية الأخرى بالمنطقة، وهو ما اعتبرته واشنطن، أمرًا يؤهله للخروج عن الخط المرسوم، وأن "مرسي" بالنسبة لأمريكا أكثر ضمانة ومتورط مع جهاز المخابرات الأمريكية في أكثر من عملية معلوماتية، ونصح الرئيس الأسبق بضروة وضع "مرسي" تحت الرقابة الداخلية والخارجية، وأثناء الحراك الذي استبق يوم 25 يناير 2011، نصح الجنرال بضروة إلقاء القبض على محمد مرسي، كونه إداة التواصل الحقيقة مع "سي اَي إيه".
.
وكان مرسى وجماعته يعلمون جيدًا أن أخطر من يهددهم كان اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، وهو ما أبلغهم به الجانب الأمريكي.

الى اللقاء مع الجزء الخامس عشر

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.