رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 4 سبتمبر 2025 2:03 ص توقيت القاهرة

الطريق المستقيم في العمل بالعبادة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله وخيرته من خلقه، أدى الأمانة و بلغ الرسالة ونصح الأمة، ومحا الظلمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وإقتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن من أسباب الفتور عن العبادة هو تحميل الإنسان نفسه في عبادته ما لا يحتمل عادة، فإنه وإن إستمر على فعل الطاعة مع ثقلها عليه، إلا أنه سيصيبه الفتور بعد ذلك لمخالفته المنهج النبوي الكريم وهو أن المؤمن ينبغي أن يأخذ من الأعمال ما يطيق حتى لا يصاب بالملل والسآمة، فيعود هذا على ترك العمل نهائيا. 

وقد أرشد الله تعالى إلى ذلك فقال " اتقوا الله ما استطعتم" وعلم عباده ذلك الدعاء الكريم فقال "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" وها هو نبي الأمة صلى الله عليه وسلم يرسم الطريق المستقيم في العمل بالعبادة وهو التوسط فيها، فلا إفراط ولا تفريط، حتى يبقى المسلم على صلة دائمة لا تعرف الفتور، وطريقة مستمرة لا تعرف الانقطاع، فقال عليه الصلاة والسلام "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا" ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم  ذات يوم في المسجد، فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال "ما هذا الحبل ؟ قالوا هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم  لا، حلوه ليصلي أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد" ويتوعد النبي صلى الله عليه وسلم  المتنطعين في الدين المشددين على أنفسهم في العبادة بما لا يطيقون بالهلاك. 

فقال "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا، واستمع إلى قصة عبد الله بن عمرو بن العاص  رضي الله عنه  في طلبه الزيادة في العبادة بما لا يطيق، كيف انتهت قصته بتمني الإعتدال والتوسط الذي أرشده إليه النبي  صلى الله عليه وسلم، وفي حديث آخر يحذر النبي صلى الله عليه وسلم  عبد الله بن عمرو بن العاص  رضي الله عنه من الإنقطاع عن قيام الليل فيقول فيه "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل" وقال ابن حجر رحمه الله "إن المقصود بالحديث هو الترغيب في ملازمة العبادة والطريق الموصل إلى ذلك هو الاقتصاد فيها، لأن التشديد فيها قد يؤدي إلى تركها وهو مذموم" ويشير الإمام الشاطبي رحمه الله إلى هذا المعنى فيقول "إن المكلف لو قصد المشقة في عبادته وحرص على الوقوع فيها حتى يعرض نفسه لمضاعفة الثواب فإنه يعرض نفسه في واقع الأمر. 

لبغض عبادة الله تعالى وكراهية أحكام الشريعة التي غرس الله حبها في القلوب، كما يدل عليه قوله تعالى "ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم " وذلك لأن النفس تكره ما يفرض عليها، إذا كان من جنس ما يشق الدوام عليه، بحيث لا يقرب وقت ذلك العمل الشاق إلا والنفس تشمئز منه وتود لو لم تعمل أو تتمنى أنها لم تلتزم " فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا إلى ما تحب وترضى، اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك وإتباع سنة نبيك المصطفي صلى الله عليه وسلم، اللهم دمر أعداء الدين من اليهود المعتدين وسائر الطغاة والمفسدين يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود المعتدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.