رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 10 فبراير 2025 2:03 م توقيت القاهرة

العبد يؤنسه في قبره عمله الصالح.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، والحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وحبيبه أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن عذاب القبر ونعيمة، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العبد إنما يؤنسه في قبره عمله الصالح فكلما أكثر من الأعمال الصالحة كالصلاة والقراءة والذكر والدعاء والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان ذلك هو الذي ينفعه في قبره.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله وقد ذكر بعضهم السّر في تخصيص البول والغيبة والنميمة بعذاب القبر، وهو أن القبر أول منازل الآخرة وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة من العقاب والثواب، والمعاصي التي يعاقب عليها العبد يوم القيامة نوعان، هما حق الله وحق العباد وأول ما يقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ومن حقوق العباد الدماء، وأما البرزخ فقضى فيه في مقدمات هذين الحق ووسائلهما، فمقدمة الصلاة هي الطهارة من الحدث والخبث، ومقدمة الدماء هي النميمة والوقيعة في الأعراض وهما أيسر أنواع الأذى، فيبدأ في البرزخ بالمحاسبة والمعاقبة عليهما، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله بأن أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب.
ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبينات وفي باطنها الدواهي والبليّات تغلي بالحسرات، كما تغلي القدور بما فيها ويحقّ لها وقد حيل بينها وبين شهواتها وأمانيها، وإن من حكمة الله تعالى أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا مواسم تمر علينا مرة واحدة كل عام، نتزود فيها بالإيمان والتقوى، ونمحوا فيها ما علق بقلوبنا من آثار الذنوب والمعاصي والآثام، ومن أهم هذه المواسم هو شهر شعبان الذي يأتي بعد شهر رجب، وقبل شهر رمضان وهو من أعظم الشهور وأحبها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستحب استغلاله بكثرة الطاعات والعبادات، وفعل الخيرات، وإنه ينبغي علينا أيها المسلمون الموحدون شكر الله تعالي على بلوغ شهر شعبان، فإن من نعم الله تعالى على عبده أن مد له في عمره.
وجعله يدرك شهر السقي وهو شهر شعبان، فكم من إنسان غيبه الموت ولم يدركه، فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة كبيرة للتزود من الطاعات والخيرات، فعن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه، عن أبيه " أن رجلا قال يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال صلى الله عليه وسلم "من طال عمره وحسن عمله" قال فأي الناس شر ؟ قال صلى الله عليه وسلم " من طال عمره، وساء عمله " بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.