رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 6 مايو 2024 9:04 م توقيت القاهرة

العقول الجوفاء أكثر الناس تفاههة وضجيجا.......!!!!!!!!

العقول الجوفاء أكثر الناس تفاههة وضجيجا.......!!!!!!!!

بقلم: المستشار الإعلامي
علاء البسيونى

إذا مرَّ بك القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجرا
اوبائعاً يدلل على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما الذين يعملون بجد وإخلاص فى إعمالهم فتشعر بأنهم فى سكون وصمت ووقار ؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل أنجازاتهم ونجاحاتهم

إن سنبلة القمح الممتلئة تجدها خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها تطيرفي مهب الريح لخفتها ولقلة قيمتها ، وفي الناس أيضً أناس فارغون مفلسون أصفارعلى الشمال ليس ليهم قيمه عقولهم جوفاء رسبوا في مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج رغم إدعائهم العلم والإبداع فأصبح شغلهم الشاغل تشويه قيمة وأعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي لا عقل له أتى إلى لوحة رسّام مبدع هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب بفلرشاة غاشمه محاسنها وأذهب روعتهاوجمالها غير مدرك قيمتها .

كما يوجد هناك أغبياء كسالى تافهون لا قيمة لهم يدعون أنهم أشياء فى المجتمع يختفون وراء مظاهر كاذبة وحلل شبه انيقة هى كل مايملكونها كمصوغات لتواجدهم فى المؤتمرات والاماكن العامة التى أصبحت تضم ونشاهد مثل تلك النماذج دون رقيب ولا حسيب وهم هذه الأيام كثر فالبدل القيمة أصبحت تدارى رقعهم الداخلية من جهل وتفاهه وعدم علم وثقافة مشاريعهم كلام، وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء الأفذاذ، ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط، لا يُمدح بشيء، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد

ويذكر في كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في مسلاخ إنسان.

كما يوجد نوع أخر من الفارغ عقولهم وللأسف حاصلين على درجات علمية بالوسطة والكوسة ليس لهم هدف فى الحياة ولا يبتغون طموح ولم يكتفى بذلك بل يبدأ فى الحقد والنباح على المجتهدين ذوى الطموح والمثابرة بل ويسعى بكل السبل الى النيل منهم فالفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس المكافحة المثابرة التى تعمل فى صمت بل يجد متعتة في تمريغ كرامتهم وتشويه سمعتهم ، لأنه عجز عن مجاراتهم فيفرح بتهميش إبداعهم، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم،.

إن السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم

التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة تشغلهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها.

يذكر فى الأثر أن بعوضة هبطت وحطت على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟!

وفى الأخير أقول لهؤلاء السفهاء الأجوفين مسيركم إلى مذبلة التاريخ فالعالم إذا ما ذهب وفنى جسدة لاتفنىى أعماله وأنجاذاته تبقى خالدة خلود الدهر مناره وقبلة كل صاحب علم ومجتهد أما انتم كاشجرة الجافة لا أصل لها ومصيرها فى الأخير إلى النار فألأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة، أما الصراصير والبعوض والفئران فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة.

وفى النهاية أقول وأنصح كل مجتهد فى عمله ذو طموح وهدف ومنهج فى الحياة "اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ ولا تسمع ولا تعير بالاً لمثبّط أو حاسد أو فارغ, كما ذكر الله فى كتابه العزيز (( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)).

المستشار الإعلامى
علاء البسيونى

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.