رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:19 ص توقيت القاهرة

الغلاء وأحلام البسطاء.. بقلم جمال القاضي (بدون فصحى )

مفيش شك ان كل واحد فينا عايش في الدنيا وله أحلام، الأحلام بتختلف مابين الناس وبعض، بتختلف باختلاف العمر والمكان والزمان والحاله الإجتماعية والحاله الإقتصادية، وممكن تختلف كمان على حسب النوع وحاجات تانية كتير غير كل ده .

فمثلا الشابة غير الشاب في الأحلام، البنت وفي بداية حياتها ومع المراهقة ونهايتها لها أحلام، كان من أحلامها الأساسية انها ترتبط بشاب وسيم وقوي، وذو مؤهل مميز ولو كان شغال يكون أفضل ولو يمتلك شقه او قصر على البحر او النيل يكون افضل بكتير، اما الشاب فمن احلامه انه يرتبط ببنت جميله ذو قوام متناسق مؤدبة مؤهله بمؤهل عال زي طب او هندسه وزي احلام البنت بالنسبه لمؤهل الشخصية ال هتكمل معاه او معاها مشوار الحياة.

الأحلام في بداية حياتنا دايما احلام عشوائية مش مرتبطة بقيود ولاحدود ولاتعرف يعني اي ظروف معيشة أو يعني ايه قسوة حياة،
لو فضلنا شويه مع الاحلام ولما السن يتقدم لمرحلة فيها العقل يقدر يميز مابين الظروف ال حولينا، هنشوف انها بدأت تتغير مع بداية استخدام العقل والتفكير والمنطق، فمثلا البنت وسقف احلامها الغير محدود هنشوف انها بدأت تفكر في نفسها الأول وتشوف وتقارن مابين أحلامها وامكانيتها العلمية والجسدية من جمال وبنيان وقوة للجسد وكمان حالتها الاقتصادية ومكانة اسرتها كمان احترام الناس لعيلتها،

هنلاحظ مع كل ده اما انها تبدأ تتنازل عن كتير من الأحلام او انها تفضل على نفس الإصرار للأحلام، فلو كانت مثلا جميلة ومؤهلة وفي مكانة اجتماعية مميزة للأسرة من حالة اقتصادية او مكانة مرموقة للعائلة هتزيد في سقف احلامها أكتر من الأول، اما لو كانت على غير جمال، هنا هنلاقي كل احلامها ان اي شخص يوافق على زواجها بشرط الاحترام ومش مهم باقي الاحلام، ولو كانت جميلة لكن فقيرة هنا هنشوف اصرار منها على الارتباط بشاب يقدر جمالها، ومش شرط يكون غني .

اما بالنسبة للشاب برضه على نفس القدر من الأحلام في حالة الغنى والتمتع بمؤهل ومكانته في المجتمع، هنا بيختار مابين متعددات، اما لو كان مؤهله بسيط مع حالة من الفقر، بتتدنى احلامه لادنى المستويات لكن الشرط بنت بسيطه ومحترمه تكمل معاه الحياه .

ومع تعمق اكتر على احلام البسطاء نلاحظ،
ومع الغلاء الفاحش والظروف القاسية ان سلسلة الأحلام اتغيرت، وأصبح هناك حدود وسقف للأحلام، حدود فيها تنازلات عن حاجات كتير ومنها الأحلام، ويمكن نوصف الأحلام بأنها اصبحت مهشمة فوق صخرة الغلاء، اصبحت احلام شبه ميته، مع فقدان الأمل في عودها مرة تانية للحياة، كل واحد اصبح بينظر للدنيا من خلال نظارة لاترى إلا ظلام .

هنشوف كمان ان البعض ماتت وانتحرت احلامه فعلا من كثرة الإنتظار، اصبحت كل الأحلام للشباب وغيرهم ممن تقدم بهم العمر مجرد احلام بسيطه جدا لاتتعدى الحصول على لقمة عيش بسيطه ترفع عنه جوع امعاؤه او عطش خلايا جسده او مجرد حلم بقطعة قماش يستر بيها عري جسده امام الناس، اما البعض فراحت احلامه في طريق تاني مختلف وهو انه تنتهي بيه الحياه للتو واللحظة بأي شكل كان علشان يستريح من همومها وهموم المسؤليات .

وكلنا بنشوف ونقارن بين كل فترة وفترة من احلام وموت كل حلم جوانا، لكن الكلام ده مش بينطبق على الغني، الغني ال مش مهم بالنسبه له غيره من الفقراء البسطاء، لانه كل ال يهمه انه يحقق رغباته واحلامه حتى لو على حساب الحرمان والقهر والضيق ال ممكن يكون هو سبب غير مباشر فيه بالنسبه للفقراء وخصوصا مع الجشع والاحتكار والغلاء وتطاير الأسعار وعدم انضباط الأسواق بشكل كان من الممكن انه يضمن حياه كريمة لاتهان فيها ولاتمس كرامة الفقير وتجنبه زل الحاجة وسؤال الغير .

فكان الغلاء صخرة تحطمت عليها كل الأحلام للفقراء، والبسطاء وفي نفس الوقت صارت هذه الصخرة سلماً يصعد فوق درجاته الغني ليدس بقدميه فوق رؤوس هؤلاء الفقراء .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.