هبة الخولي / القاهرة
منذ بدء الخلق ارتبط الإنسان بالفنون الطبيعية والإبداعات الربانية في خلق السماء الصافية والجبال العاتية والحدائق الزاهية لترسم لنا لوحة بديعة خلقها رب الأكوان ليتأملها الإنسان ويشاهدها في صورة فنون التذوق والجمال فالطبيعة ممتلئه بأجمل المشاهد الربانية غُرست في قلب الإنسان ببهائها وسحرها فأبدع في رسم اللوحات داخل الكهوف ،ومع تطو الأزمان تعددت الفنون المعبرة عن الإنسان في تفاعلها مع البيئة والمجتمع مما يعني أن الإنسان والفن متلازمان مما جعل كل منهما يؤثر على الآخر ولكن إحقاقاً للحق فالأنسان أكثر استفادة بما تحققه الفنون من إشباعات روحية ووجدانية تطهر النفس .
حول الفنون والثقافة البصرية في الارتقاء بالذوق العام حاضر الدكتور بدوي مبروك أخصائي الفنون التشكيلية بالإدارة العامة للفنون التشكيلية
وذلك ضمن فعاليات منتدى نقل الخبرة لحملة الماجيستير والدكتوراه الذي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام موضحاً أنه في ظل السموات المفتوحة باتت الحاجة للفنون والتكنولوجيا أكثر إلحاحاً خاصة فى زمننا متلاحق الأحداث ، فالفن أضحى مساهماً في تشكيل التوجهات الفكرية في مختلف المجالات الحياتية ، حتى صار عنصراً رئيسياً فى بناء شخصية الفرد واكتساب أنماط سلوكية عبر تفاعله مع مجمل هذه الفنون.
وأن قدسية الفن تتمثل فى منح الإنسان الحرية فى التعبير فيشعر بقيمة الاستقلال والقدرة على الابتكار والإبداع، والممتع فى الفنون أنها تمثل لغة تفهمها كل الشعوب على اختلاف أعراقها وأجناسها ولغاتها المنطوقة، فالفنون تعبير إنسانى مجرد ينتقل صداه متجاوزاً كل العوائق المادية التي من شأنه أن تغذي النفس والروح وتجدد نشاطها وتبعث فيها الراحة والطمأنينة لها مفعول السحر في الارتقاء بالذوق وصقل الطبع وتهذيب السلوك .
وأكد بدوي على أن الفن والثقافة البصرية حديثا أضحت أساساً في الارتقاء بالذوق العام ولها أهمية مختلفة، فلم يعد تسجيلاً لحضارات الشعوب وتجسيداً لملامح هويتها الثقافية فحسب، بل أصبحا لهما دوراً أساسيا فى إحياء الثقافة البصرية فى المجتمعات الإنسانية، وكذا تصحيح مفاهيم الرؤية لدى المتلقى على اختلاف مستوياته الثقافية والاجتماعية ،خاصة مع اتجاه علماء النفس فى علاجهم إلى الاستفادة من الفنون البصرية، ولنا أن نتخيل مدى تأثيرها وفاعليتها لدى الأصحاء فهى بالتأكيد تساهم فى خلق الشعور بالسعادة والرضا والراحة النفسية التى تُعينهم على مواصلة نشاطاتهم الحياتية فى شتى مناحيها، والفنون البصرية عامة والأعمال الفنية خاصة التى تفسر الحياة وتضيف إليها ومن ثم تُسعد رائيها ومتذوقها، وتضفى سمات البهجة والجمال أينما وُضعت وتُكسبها طابعًا حضاريًا يحقق أهدافه المنشوده في الارتقاء وتنمية الثقافة البصرية .
إضافة تعليق جديد