رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 9:37 م توقيت القاهرة

الفنون .ليست جنون 

بقلم د.فاطمة المساوى 
الفنون تراث ثقافي إنساني  ،الفنون سلوك سوي متوارث بين الأجيال  ، الفنون عادات وتقاليد متفق عليها في المجتمع الواحد ،الفنون تنقل من مجتمع لآخر عبر تبادل الثقافات ، الفنون ابداع ،الفنون خيال قابل للتحقيق ، الفنون مهارات وخبرات مختلفة ، الفنون ذوق راقي ، الفنون اقتصاد ،الفنون ثقافات تعبر الحدود ،
منها الفنون التشكيلية و التعبيرية والتطبيقية ،تحتاج إلى فنانين مبدعين حتى تحافظ عليها ولا تتبدد أو يدخلها عناصر دخيله تدمرها  ، لذلك الفنون تعتبر عملية صنع أشياء ذات قيمة ظاهرية تثير العاطفة أو الجمال أو  الجدل حول موضوع معين ،يهم المشاهد ، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية في إنشاء أعمال بصرية أو سمعية أو أداء (حركية)، للتعبير عن أفكار المؤلف الإبداعية أو المفاهيمية أو المهارة الفنية ، ويعتمد ذلك على ثقافة المؤلف التي تأتي من ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه ، لذلك يعتبر أن تعريف الفن يشكل موضوع خلافي وغير متفق عليه ، ولكن كل القيم المجتمعية في إي مجتمع تشارك في الحكم على أشكال الفنون التي تقدم فيه سواء مرئية او تشكيلية ، لهذا أصبح تقييم الفن مشكلة صعبه ، 
 لانه يشكل نوع من أشكال الوعي الاجتماعي والنشاط الإنساني، يعكس الواقع في صور فنّية، وهو واحد من أهم وسائل الاستيعاب والتصوير الجمالي التي تنقل صورة المجتمع  للعالم كله . 
تكمن وراء التطورات اللاحقة في الفنّ التغيرات التي طرأت على البنيان الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع ، ويلعب الشعب دائمًا دورًا كبيرًا في تطور الفن الهادف وتدعيم الروابط المختلفة التي تربطه بالشعب في واحد من ملامحه المحددة، هو الطابع القومي ،  وتوجد أشياء كثيرة مشتركة بين الفن -كشكل من أشكال الانعكاس الوجود الاجتماعي- وبين المظاهر الأخرى لحياة المجتمع الروحية مثل: (العلم والتكنولوجيا والأيديولوجية السياسية، والأخلاقيات). وفي الوقت نفسه فإن للفن عددا من الملامح المحددة التي تميزه عن كل أشكال الوعي الاجتماعي الأخرى ، ولهذا السبب فإن الإنسان باعتباره حاملا للعلاقات الإنسانية والجمالية  يكون دائمًا في المركز الإول من أي عمل فني. 
ويحدد موضوع وشكل انعكاس الواقع في الفن وطبيعته النوعية وهي إشباع حاجات الناس الجمالية عن طريق ابداع أعمال جميلة يمكنها أن تجلب السعادة والبهجة للإنسان، يعرض الفن أهميته المعرفية ويمارس تأثيره الأيديولوجي والتربوي القوي على المجتمع ، ويرتبط تطور الفن بتطور المجتمع ، إلا أن هذا التطور قد يكون غير متوازن
وفي معظم المجتمعات القديمة الكبري كانت تعرف هوية الفرد من خلال الأشكال الفنية التعبيرية التي  تعبر عن حياتها و ثقافتها، فكانت الاحتفالات والرقص تعبر عن سير أجدادهم وأساطيرهم حول الخلق أو مواعظ ودروس تثقيفية .
 قوة المجتمع في التمكين من الثقافة والفنون ، لها تأثير كبير على جميع مستوى الطبقات في المجتمع ، باعتبارها عنصر من عناصر تكوين رأس المال الاجتماعي لانها تشارك في موارد المجتمع  ،  ورأس المال الثقافي -كما حدده بيير بورديو- هو "تراكم المعرفة والسلوكيات والمهارات التي يمكن للفرد الاستفادة منها لإثبات الكفاءة الثقافية والوضع الاجتماعي". 
 و"يؤكد النموذج أن الأفكار الإبداعية تنشأ في قلب الفنون الإبداعية على شكل صوت ونص وصورة، وأن هذه الأفكار والتأثيرات تنتشر إلى الخارج عبر سلسلة من الطبقات أو "دوائر متحدة المركز"، يحدده الدور "السائد" للثقافة في التنمية الحضرية، مما يعزز الهوية المجتمعية والإبداع والتماسك المجتمعي والحيوية في وجود الرقابة المجتمعية.
.  لذلك لابد من إجابة لهذا السؤال  التالي: "ما الذي يحدث بالضبط للمجتمع معرفيًا وعاطفيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا عندما يصنعون فنًا يقودهم إلى رؤية أنفسهم وعالمهم بشكل أفضل ، وتحقيق التنمية البشرية وتطوير الذات والواقع وتحقيق الهوية المجتمعية ؟"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.