بقلم: صافي الياسري
دبلوماسية الصواريخ البالستية هل ستعيد لخامنئي مركزه المتهاوي؟ ومشروع الصاروخ البالستي حامل الرأس النووي الى أين سيأخذ الشعب الايراني؟
دبلوماسية الصواريخ التي يريد تشغيلها خامنئي، إنما هي الدبلوماسية التي يتخيل او يريد لها المرشد الأعلى للنظام الايراني المهزوز ان تعيد له بعض بريق مركزه الذي تراقص على جرف النهاية بسبب تراكم ازمات نظامه وهزائمه فمن خلفية اجترار الهزائم في سوريا الى المفاوضات حول ملفه النووي الذي تجرع فيه كأس سم زعاف وأجبر على التخلي عن خطوطه الحمر التي ظل يتبجح بتمسكه بها حتى ساعات قلائل قبل توقيع الاتفاق المذل مع دول مجموعة الست، مرورا بمهزلة الانتخابات التي أجبره العقرب رفسنجاني على الانزواء في جحره مقطوع الاذرع والاتباع، لذلك قال في توجهه نحو دبلوماسية الصواريخ البالستية مهددا بقية العقارب التي تسعى للإجهاز على ما تبقى له من هيبة أن “اليوم هو عهد الصاروخ كما هو عهد الدبلوماسية”. وقول المقاومة الإيرانية في بيان لها بهذا الخصوص إن الصواريخ المنشودة لخامنئي هي التي تتمكن من حمل الرأس النووي وتم إطلاقها تجريبيا في شهر مارس الجاري.
وهاجم خامنئي منافسيه بشكل غير مسبوق باستخدام هذا الاستعراض للقوة، قائلا “إن من يقول إن عالم الغد هو عالم الحوار، هذا الكلام اذا قيل من دون قصد ووعي فهذه مسألة، ولكن لو كان قد قيل عن وعي وقصد فهذه خيانة”.
اللجوء الى التخوين وتهوين الآخر ليس جديدا على خامنئي وزمرته ولا على رفسنجاني وعصابته، لكنه يتأتى الآن في عز عصف المتغيرات بموقعه وسلطته وأدواته، في محاولة لتعويض خسائره، خصوصا في ملف النووي والحرب السورية، وهو بوضع العلامة الحمراء على مشروع الصواريخ البالستية انما يجازف بتعريض ايران لزخم هجوم دولي من العقوبات البديلة لعقوبات النووي التي لم تنته بعد، وأفقرت الايرانيين اكثر مما هم عليه من الفقر والجوع،
وتظهر هذه التصريحات بحسب بيان المقاومة الايرانية ان خامنئي ينوي بكل جهده وطاقاته وبانتهاك قرارات مجلس الأمن مواصلة المشاريع النووية والصاروخية وتكون الأعمال الدبلوماسية والمفاوضات مجرد غطاء لتمرير هذه المشاريع وفي الوقت نفسه ليغطي على أزماته الداخلية للحصول على تفوق في الصراعات الداخلية.
ويأتي ذلك في وقت كان يتواكب فيه الملا روحاني مع خامنئي تماما في هذه المشاريع الإيرانية. فقد كتب روحاني في توجيهات إلى وزير الدفاع يوم 31 ديسمبر 2015 اي 70 يوما قبل تنفيذ الاختبار الصاروخي الأخير قائلا “يجب مواصلة برنامج انتاج انواع الصواريخ المطلوبة للقوات المسلحة بأقصى جدية وسرعة”.
وأضاف أن “النظام لم يتفاوض مع اي طرف بشأن برنامجه الصاروخي و لن يقبل اي تقييد في هذا الموضوع”.
وهذا الكلام لا يختلف عن كلام خامنئي قبيل توقيع مفاوضة الاتفاق النهائي لحسم الملف النووي الايراني ووضعه الخطوط الحمر وعدم قبول اي قيد على مشروعه النووي وبعد ذلك ركع وتجرع كأس السم معيدا للذاكرة تجرع خميني كأس السم الزعاف والتوقيع على انهاء الحرب العدوانية على العراق.
وكان قد قال في وقت سابق إنه زيدت أسلحة النظام خلال عامين من ولايته ما يعادل 80 % من أسلحة النظام على طول 10 سنوات سبقتها. أي زادت تكاليف تجهيز الأسلحة بشكل متوسط وبدون احتساب معدل التضخم بنسبة 5 أضعاف.
كما أكد رئيس برلمان الملالي علي لاريجاني يوم 5 يناير 2016 في زيارة لمراكز القواعد الصاروخية لقوات الحرس دعم البرلمان أكثر مما كان قد مضى الائتمانات الصاروخية في البرنامج الخماسي السادس.
ووفق معلومات كشفت عنها المقاومة الايرانية من داخل النظام ان الجزء الأكبر من أموال الشعب الايراني مما تم وضعه تحت تصرف الفاشية الدينية الحاكمة في ايران خلال العامين ونصف العام الماضي ومنذ بدء المفاوضات النووية وبعد الاتفاق تم صرفها للمشاريع التسليحية أو لتأجيج الحروب في المنطقة وشراء الأسلحة لجيش بشار الأسد.
وبشأن شركات صناعة الأسلحة والذخائر وخصوصا صناعة الصواريخ، كشفت المقاومة الايرانية ان شركتي “صنعت نوري” و”صنعت موحد” اللتين فرضت عليهما عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية يوم 24 مارس المنصرم هما تابعتان للصناعات الصاروخية “همت” ومعنيتان بإنتاج الصواريخ الباليستية القادرة على حمل الرؤوس النووية.
معلومات حول الشركتين: تصنع شركة “صنعت نوري” الرأس النووي وتعرف بشفرة 8500. ورئيس الشركة هو “المهندس نعيمي” ويمرر خطة تصنيع الرأس النووي بالارتباط بـ “الدكتور مهدي نقيان فشاركي”. ومسؤول تحقيقاتها شخص باسم “المهندس آرام”. ويشارك في هذا المشروع خبراء من كوريا الشمالية ولهم الدور الأساسي في تمرير هذا المشروع.
المقاومة الإيرانية كشفت عن “صنعت نوري” في مؤتمر صحافي ببروكسل بتاريخ 20 فبراير 2008.
وتصنع شركة “صنعت موحد” بشفرة 7500 البدن والتجميع النهائي للصواريخ “شهاب3” و”قدر”. وتقع هذه الصناعة في أطول نفق لمجموعة “خجير” في المنطقة المركزية لمجموعة “خجير” و”جبل بارجمالي”.
وطول النفق أكثر من 1000 متر وقطره 12 مترا. وينشعب ذلك النفق إلى 6 فروع بطول 500 متر لكل واحد وتم داخله انشاء ورشات وأماكن مختلفة لتجميع الصاروخ وتم تخصيص بعض الأجزاء لخزن الصواريخ.
وقبل أيام من ذلك أرسلت كل من أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وصفت خلالها إجراء اختبارات النظام الصاروخية بأنه يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن، داعية الى تشكيل جلسة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وهددت أميركا ايران بإيقاع عقوبات جديدة عليها على خلفية ملفها العدواني الجديد (مشروع الصواريخ البالستية حاملة الرؤوس النووية) فانظروا اين تقود دبلوماسية الصواريخ الخامنئية الشعب الايراني وأية محرقة تعد دولية وداخلية لإنفاق اموال الشعب وإهدار مقدراته على مشروع لا جدوى منه سوى تعزيز عواصف العدوان والتطرف والارهاب في المنطقة والعالم، تلك التي نحن على ثقة من انها سوف لن تحصد سوى كأس سم بالستي هذه المرة في مسلسل الكوؤس المترعة بالسم الزعاف التي تجرعها ملالي إيران الفاسدون.
إضافة تعليق جديد