رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 9:35 م توقيت القاهرة

اللهم أحبه فإني أحبه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ناصر المستضعفين وقاهر الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين الصادقين ولا عدوان إلا على المجرمين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغر المحجلين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لقد كان صلى الله عليه وسلم يلاعب الأطفال، ويمشي خلفهم أمام الناس، وكان يقبلهم ويضاحكهم، وروى الإمام أحمد وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد دعينا إلى طعام فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه ليأخذه، فطفق الغلام يفرّ ها هنا ويفرّ ها هنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يلحقه يضاحكه حتى أخذه. 

فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم إعتنقه ثم أقبل علينا وقال "حسين مني وأنا من حسين" ويقول أبو هريرة رضي الله عنه سمعت أذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيديه جميعا بكفي الحسن أو الحسين، وقدماه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله يقول "ارقه ارقه" قال فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله "افتح فاك" ثم قبله، ثم قال "اللهم أحبه فإني أحبه" رواه البخاري، وجاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع أتقبّلون صبيانكم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم" فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم قط. 

فقال له رسول الله "من لا يرحم لا يرحم" متفق عليه، ولقد بلغ من عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بأطفاله أن ألقى لهم باله حتى أثناء تأديته للعبادة، فيقول أبو قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت بنته زينب، فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وكان إذا سمع بكاء الصبي وهو في صلاته تجوّز فيها مخالفة الشفقة من أمه" متفق عليهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ذات يوم فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال صلى الله عليه وسلم صدق الله ورسوله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما، ثم أكمل خطبته" رواه أهل السنن.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه معاملته لأطفاله، أترونه يهمل تعليمهم؟ فقد روى البخاري ومسلم أن عمر بن أبي سلمة قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا غلام، سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" ولما أراد الحسين أن يأكل تمرة من تمر الصدقة قال له الرسول صلى الله عليه وسلم "كخ كخ، أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة؟" وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوّذ الحسن والحسين فيقول " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.