رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 5 فبراير 2025 9:00 ص توقيت القاهرة

المؤامرة .........الجزء الحادى عشر بقلم مالك عادل

المؤامرة ............ الجزء الحادى عشر . ما قبل يناير 2011 شهدت المرحلة الأخيرة تطورًا ملحوظًا في العلاقة بين جماعة الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية، وسعى كل منهما إلى الانفتاح على الآخر، وقد تمثلت أبرز ملامح ذلك التطور فى مراجعة جماعة الإخوان لإستراتيجية تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية، عقب تصريحات المسئولين الأمريكيين الإيجابية تجاههم، وقبولها بالمساهمة في الخطة الأمريكية الساعية إلى ممارسة بعض الضغوط على دول الشرق الأوسط لتطبيق الديمقراطية في إطار ما أطلق عليه مسمى «مشروع الشرق الأوسط الكبير»، وذلك من خلال اتخاذ ما يلى: - إعداد دراسة تحمل عنوان «رؤية الإخوان للسياسة الأمريكية وكيفية التعامل معها» انتهت إلى وجوب استمرارية الإعلان عن معارضة الجماعة لسياسات الإدارة الأمريكية علانية، مع السعى لفتح قنوات اتصال سرية معها. . - عَقَدَ التنظيم الدولى للإخوان اجتماعا في العاصمة التركية أسطنبول، شارك فيه ممثلو الأجنحة الإخوانية بكل من «مصر، الكويت، الأردن، فلسطين، الجزائر» تم خلاله مناقشة الانفتاح على الإدارة الأمريكية انطلاقا من العلاقة القديمة والمستمرة التي تربط الجناح الإخوانى بالكويت والإدارة الأمريكية منذ حرب تحرير الكويت. . - مشاركة عبدالمنعم أبوالفتوح بمؤتمر عُقد بدولة تركيا في الفترة من ٣٠/٤/٢٠٠٥ إلى ٤/٥/٢٠٠٥ تحت عنوان «الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى» شارك فيه مسئولون أمريكيون من بينهم، ريتشارد ميرفى، المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأوسط، وجورج تينيت، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الأمريكية، حيث التقى بهما أبوالفتوح على هامش جلسات المؤتمر. . - التقاء المرشد العام محمد مهدى عاكف وعضو مكتب الإرشاد عبدالمنعم أبوالفتوح بجون شانك، إحدى الشخصيات الأمريكية البارزة في الكونجرس الأمريكى، خلال سبتمبر ٢٠٠٤، الذي أبلغهم باستعداد السفير الأمريكى بمصر لاستقبال قيادات الجماعة، والاستماع لوجهات نظرهم، واقتراحه تشكيل وفد إخوانى لزيارة أمريكا والالتقاء بالمسئولين في وزارة الخارجية. . - التقاء مجموعة من نواب الجماعة بممثلين للمعهد الدولى للحوار الدائم، وهى منظمة أمريكية غير حكومية، كان يترأسهم ريتشارد ميرفى، المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأوسط، خلال شهر نوفمبر ٢٠٠٦ بمقر نواب الجماعة في شارع الإخشيد منطقة المنيل، وذلك لمناقشة دفع التنسيق بين الإدارة الأمريكية والجماعة، في تلك الفترة. . - دعوة النائب محمد سعد الكتاتنى لحضور مؤتمر عُقد بجامعة جورج تاون بواشنطن، ودعوته لحضور حفل العشاء بمنزل السفير الأمريكى بالقاهرة عام ٢٠٠٦، بمناسبة زيارة وفد الكونجرس الأمريكى. سعت الإدارة الأمريكية خلال الفترة السابقة على يناير ٢٠١١ لإجراء العديد من الاتصالات بمختلف أجنحة التنظيم جاء أبرزها: . - ما نشرته جريدة الشرق الأوسط اللندية في بداية شهر إبريل ٢٠٠٥، بعنوان «الخارجية الأمريكية تدعو البيت الأبيض لحوار مباشر مع الإخوان في مصر»، وتضمن إعداد وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة باقتراح فتح حوار سياسي مباشر ودائم مع الجماعة. - عقد بعض مندوبى أجهزة المخابرات بالسفارة الأمريكية عدة لقاءات مع الرموز الإخوانية، محمد مهدى عاكف، وعبدالمنعم أبوالفتوح.. وإعلان المرشد في تلك اللقاءات موافقة قيادة الجماعة على إعادة فتح قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية من خلال يوسف ندا، مسئول العلاقات الخارجية بالتنظيم الدولى. . - التقاء زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي ستانى هوير بالنائب الإخواني محمد سعد الكتاتنى بمنزل السفير الأمريكى بالقاهرة بتاريخ ٤/٤/٢٠٠٧، خلال حفل الاستقبال الذي أقامه السفير الأمريكى بالبلاد بمناسبة زيارة وفد الكونجرس للبلاد. . - تنظيم جمعية الصداقة المصرية الأمريكية بالتعاون مع مركز الدراسات الإسلامية والديمقراطية ندوة بعنوان «الإخوان المسلمون: ماضيها وحاضرها ومستقبلها» بمشاركة كل من الأمريكى بروس راثر فورد «أستاذ مساعد بإحدى الجامعات الأمريكية»، والصحفى الأمريكي روبرت دريفوس، وهو صحفى متخصص لديه مؤلفات عديدة حول جماعة الإخوان المسلمين، وسمير جره، عضو زائر في مؤسسة بروكنجز. . - استفسار ممثلين عن السفارة الأمريكية من الدكتور محمد سليم العوا، محام وأمين عام الاتحاد لعلماء المسلمين، مؤخرا، عن مدى خطورة جماعة الإخوان على النظام المصرى، واحتمالات تأييد عناصر الجماعة الإسلامية المفرج عنهم لجماعة الإخوان المسلمين المنحلة خلال الانتخابات التشريعية ٢٠١٠، وتصوره بشأن كيفية تعامل الإدارة الأمريكية مع جماعة الإخوان في الفترة القادمة. . - تردد العديد من ممثلى مركز كارنيجى لدراسات الشرق الأوسط، أحد المراكز التي تعمل في مجال دراسة الحركات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط، للوقوف على إستراتيجية الجماعة خلال المرحلة القادمة. . - سعت الإدارة الأمريكية من خلال مندوبى المخابرات الأمريكية بسفاراتها بالدول الأوروبية إلى تجنيد عدد من المصريين المتواجدين على أراضى تلك الدول ممن ينتمون لجماعة الإخوان، للوقوف على توجهات الجماعة وموقفها من الإدارة الأمريكية، بهدف تأمين مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط، ومثال على ذلك ما جاء في أحد التقارير الأمنية من سعى الإدارة الأمريكية إلى تجنيد محمد عبدالغنى حسن القشيرى أحد الكوادر الإخوانية المتواجدة في دولة بلغاريا. . - عقد عدة لقاءات بين ممثلين عن حركة حماس الفلسطينية وبعض أعضاء مجلس السياسات الخارجية الأمريكية التابع لجهاز المخابرات الأمريكية، إضافة إلى عقد لقاء آخر تم في لبنان ضم عددًا من قيادات حزب الله بلبنان. قبل بدايات ما سمى بـ(الربيع العربي) بخمس سنوات: أرسل السفير الأمريكى في القاهرة فرانسيس ريتشارد دونى برقية إلى وزارة الخارجية في واشنطن بتاريخ ١٦ مارس ٢٠٠٦ تحت عنوان (سري)، وقد أرسلت البرقية في وقت كان فيه قادة أمريكا يصفون مصر (بالدولة الصديقة والحليف الإستراتيجي!). تقول البرقية: «إن النظام المصرى يتأهب للموت، وينبغى التعجيل بوفاته أو إنهاكه عبر إصابته بألف جرح، وهو ما سمى بسياسة (الألف جرح في مصر)».. وتضيف البرقية: «على الأرجح لن يكون من الممكن إحراز تقدم ديمقراطى كبير طالما بقى الرئيس مبارك في منصبه، ومع هذا فإن حكمه القاسى يوفر مساحة ويعطى وقتا لإعداد المجتمع المدنى وبعض مؤسسات الحكومة المصرية كمرحلة تسبق رحيله، وليس لدينا حل ناجع لكل شيء، ولكن يمكننا الضغط من أجل التغيرات التي ستؤدى حتما إلى الموت عن طريق ألف جرح صغير لنظام مصر السلطوى الاستبدادى، باعتماد سياسة (الخدعة الجماهيرية) من خلال أصدقاء أمريكا وحلفائها في مصر الذين ينبغى تكليفهم بترويج منظومة أفكار أمريكية بشرط أن يتم قبول هذه الأفكار وكأنها (أفكار مصرية) خالصة، ويتوجب أن يتم ذلك عن طريق اللقاءات والحديث مع الجماهير».. ثم تقترح البرقية إجراءات في (العمق المصري) فتقول: «يتوجب العمل على تعديل قانون القضاء، وقانون الصحافة، والقانون العقابى والمجالس المحلية وقوة الشرطة، وتقديم الدعم الفنى للأحزاب السياسية عن طريق المعهد الديمقراطى الدولى، والمعهد الجمهورى الدولى». وتشير البرقية إلى أن المؤسسة العسكرية ستكون عبئا على التغيير، ولكنهم لن ينخرطوا بشكل نشط إلا إذا تم تهديد مصالحهم الاقتصادية، ونتوقع أن تزداد شعبية الإخوان المسلمين، لأنهم يقدمون خدمات اجتماعية لا تقدمها الحكومة المصرية نفسها، وثقتهم بأنفسهم تتزايد». . وهناك قرائن عديدة على أن مصطلح الفوضى الخلاقة، قد تم إخراجه في عناوين جذابة وبراقة ومريحة، ومبشرة، مثل عنوان (الربيع العربي).. ومن هذه القرائن: . - تآكل المؤسسات المدنية التي هي بمثابة الجهاز العصبى للدولة، أو قل الانقسام والشقاق الذي تفشى فيها، فالمؤسسة القضائية اليوم مشتتة الإرادة، مبلبلة الموقف.. وكذلك مؤسسة الشرطة.. ومؤسسة الإعلام.. ثم المؤسسة الاقتصادية الأم التي انعكس الأداء السياسي المضطرب عليها سلبا وعقما.. يضاف إلى ذلك كله تعطل الإنتاج العام، وترهل الخدمات المدنية في بلد يحتاج إلى كل ساعة إنتاج من وقته. . تأكيد السفير الأمريكى بالقاهرة ريتشارد دونى، خلال تصريحه لصحيفة «واشنطن تايمز» في أواخر عام ٢٠٠٦ على النقاط التالية: - وجود اتصالات ولقاءات منتظمة بين ممثلى السفارة الأمريكية بالبلاد وجماعة الإخوان المسلمين منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات خلال فترة السبعينيات، مؤكدا استمرار تردده على مقر الجماعة بالمنيل منذ أن كان موظفا صغيرا بالسفارة في بداية الثمانينيات وحتى أحداث ١١ سبتمبر. - إجراء تلك اللقاءات بعلم وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، رغم إعلانها خلال عام ٢٠٠٥ عن عدم وجود اتصالات بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين خشية تأثر العلاقات مع مصر. - إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع جماعة الإخوان كونها حزبا سياسيا مستقلا بغض النظر عن انتماءاتها الدينية، وأن بعض اللقاءات تتم في حضور أعضاء من الحزب الوطنى، مؤكدا أنه على الرغم من اعتبار الإخوان جماعة محظورة داخل مصر إلا أن الإدارة الأمريكية لم تدرجها ضمن المنظمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله. - تأييد عصام العريان، مسئول القسم السياسي المركزى بالجماعة، لما تضمنته تصريحات السفير الأمريكى بالقاهرة حول وجود اتصالات بين أعضاء السفارة وجماعة الإخوان. . إن الإدارات الأمريكية بما فيها إدارة الرئيس أوباما ترى أن جماعة الإخوان من الجماعات التي يمكن للغرب التعامل معها «حتى لو أنكر تلك الاتصالات البيت الأبيض رسميا» ويرجع التحالف بين الإخوان والمخابرات الأمريكية إلى سنوات الخمسينيات، و كان تحالف السرى، حيث تم الاتفاق على قضايا متنوعة مثل القتال ضد الشيوعية، وتهدئة بعض التوترات بين الأوروبيين والمسلمين، وفى كل مرة نرى نفس النموذج.. القادة الأمريكان يقررون أن الإخوان يمكن أن يكونوا مفيدين وراعين للأهداف الأمريكية ولكن في كل مرة أيضا، وبشكل واضح لا يستفيد من تلك العلاقة غير الإخوان.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.