رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 21 ديسمبر 2024 3:44 م توقيت القاهرة

المجازر خارج نطاق الخدمة لحمة بطعم الروث

الفقير لو شاف المجازر يحمد ربنا على غلو اللحمة

المضطر بيشم ريحة الدم

تحقيق : مروة العدوى

مجزر المنيب الآلى التابع لمحافظة الجيزة، الذى يعتبر أكبر واهم مجرز فى محافظة الجيزة, به 6 عنابر, يتم الذبح فيه وسط غياب الإشراف البيطرى, تلتصق به 3 مدارس هما؛ مدرسة طه حسين، ومحمد نجيب، ومدرسة البنات الإعدادية، وهو ما يخالف الشروط اللازمة حيث يجب ان تكون مسافة المجزر عن المساكن تبعد بحوالى 200 متر.

توجهنا الى أكبر المجازر التابعة لمحافظة الجيزة, التى يتم بها ضبطيات بشكل مستمر, من ذبح خارج المجزر والقاء المخلفات والقمامة بجواره, فوجدنا الصرف الصحى بحالة يرثى لها, واللحوم تتعرض للتلوث نتيجة لعدم وجود بيطريين يقوموا بالارشاد من وقتً لأخر, فأثناء ذبح الحيوانات وسلخ لحومها على أرضيات المجازر تتعرض الى التلوث الشديد الذي يصيبها ببكتيريا عديدة، كما يتم اصابتها بتلوث اثناء عملية النقل من المجزر الى محلات بيعها عبر عربات مكشوفة تجعلها عرضة للتلوث من عوادم السيارات وغيرها, وبرك المياه والدماء مجمعة خارج العنابر, والأرضيات تفتقد لأهم الشروط الصحية، فبها ثقوب تتجمع خلالها الدماء.

فالمجزر يسمى "مجزر آلى" الا انه لا يمت بأي صلة لهذه الصفة، فعملية الذبح تتم بطريقة يدوية، ورائحة الدم تشمها من على بعد أمتار من المجزر, ومخلفات الذبح تملأ المكان, والاغرب من ذلك هو سور المذبح فقد اصبح مكاناً لتجميع القمامة، فالمجزر يفقد كل معايير الصحة والسلامة التى يجب ان تكون فى كل المجازر, فعملية الذبح تجعلك تشمئز من الاقتراب من المجزر, كما أن العمال لا يرتدون الملابس الصحية اللازمة لعمليات الذبح، كما أن أيديهم ورؤوسهم عارية.

لا يستغرق العمل داخل مذبح المنيب أكثر من ثلاث ساعات، يبدأ من السادسة صباحا، وينتهى فى التاسعة، ويعد الأرخص فى الرسوم, فذبح الخروف 50 جنيها تسمى عوايد, وسلخه وتشفتيه 20 جنيها, وذبح العجل70 جنيها وسلخه وتشفيته 30 جنيها شاملة مصاريف الكشف الطبى.

ويقول محمود على عمال بالمجزر, أنهم يعلمون باليومية, ومن يُصاب بأذى لا يجد من يقف بجانية, " أحنا عاوزين تأمين من الدولة, علشان لما نتعب نلاقى فلوس نصرف منها, دا غير الريحة البشعة اللى بنشمها كل يوم من دم وروث حيوانات", مؤكداً أن العمل فى المجزر مرهق بدرجة عالية, ولكنه لم يجد عملآ أخر سواه, "نموت من التعب وريحة الذبح أحسن من الموت الجوع".

ويضيف "م.ح أحد العمال", أن الاشراف البيطرى لا يهتموا بالذبائح, فهم يقوموا بالنظر اليها فقط, دون التأكد من سلامتها, " أحنا ملناش غير الذبح وبس, ولا نقول ايه الصح او ايه الغلط, وربنا يسترها على الغلابة اللى زينا".

وأشارت فاطمة شكرى احدى أهالى المنيب, أنها تأتى الى المجزر يوم السبت لشراء اللحمة أفضل لانه أرخص من شراؤها من محلات الجزارة الذين يقومون ببيعها بضعف ثمنها, " المجزر بيكون مش نضيف والروائح الكريهة محدش يقدر يستحملها, لكن المضطر بيشم الصعب".

قال الدكتور حسن الجعوينى رئيس الادارة المركزية للمجازر, أن جميع المجازر تحت اشراف طبى, ولا يمكن دخول حيوان المجزر الا بعد فحصه والتأكد من خلوه من أى امراض, وأن فحص اللحوم للتأكد من خلوها من الامراض من اختصاص طبيب المجزر, ووجود اختام المجازر المعتمدة سواء ختم أحمر او بنفسجى يؤكد أن اللحوم سليمة وخالية من الامراض, مؤكداً أن الذبح خارج المجرز مخالف للقانون, لانه يؤثر على الحيوانات بالسلب, لانه يصيب الانسان بامراض عديدة, مثل الديدان الشرطية حوصيلات مائية البروسيلا والحمى القلاعية,  واخطرهم مرض السل, بالاضافة الى أن اللحمه لها علاقة بالصحة العامة, لافتا أنه يوجد قوانين منظمه لعرض وبيع ونقل اللحوم, قانون 685 لسنه 54 , وقانون 53 لسنه 66 ,وقانون  207 لسنه 80 ,وقانون 10 لسنه 66 , والقرار الوزارى رقم 517 لسنه 86, وصدر القرار الوزارى رقم 1320 لسنه 1993 بحظر ذبح الدواجن الا فى المجازر المعتمدة.

وذكر الجعوينى أنه يوجد فى الاغنام داخل الأحشاء الكوكسيديا يسبب فقر دم وأنيميا، بالإضافة إلى التكسوبلازما التى تؤدى لإصابة السيدات الحوامل بالإجهاض أو تشوه الأجنة، ونقل اللحوم فى عربات مكشوفة يؤدى لتلوثها بعوادم السيارات مثل الرصاص والزئبق، وهو ما يؤدى إلى أضرار بالغة للأطفال.

وتابع: عدد المجازر على مستوى الجمهورية 478 مجزر على مستوى الجمهورية, منهم 462 مجزر يدوى, 13 مجزر الى, 3 مجزر نص آلى, لافتاً أن 40% من المواشي في مصر تذبح خارج المجازر, فالذبح خارج المجازر تحول لظاهرة ضخمة, وما يفعله الجزارون يؤدي إلى خسارة الثروة الحيوانية بسبب ذبح إناث الحيوانات الصغيرة خارج المجازر, وان عقوبة المخالف هى السجن لمدة 3 سنوات ولا يزيد عن 5 سنوات.

يوجد القاهرة 6, والجيزة 25, والقليوبية 32, البحيرة 21, الغربية 20, المنوفية 38, الاسماعيلية 11 ,سوهاج 33, اسيوط 40, اسكندرية 4, المنيا 41, الدقهليه 26, الشرقية 24, اسوان 22, البحر الاحمر 6, كفر الشيخ 19, السويس 3, قنا 17 , بنى سويف16, دمياط 12, بورسعيد واحد, الفيوم 24, مطروح 9 , الاقصر 5, وادى الجديد 13, جنوب سيناء 6, شمال سيناء 4.

وأضاف الدكتور اشرف اسماعيل مدير مديرية الطب البيطرى, أن المجازر فى مصر توجد داخل المناطق السكنية بالمخالفة للقانون الذى نص على عدم إنشاء مجازر ذبح الحيوانات داخل الكتل السكنية، لافتا أن دخول الحيوانات المجزر يؤكد خلوها من الامراض, لوجود شروط معينه لدخوله المجازر الى تقع على مسئولية الطبيب البيطرى, مشيراً الى أن هناك قواعد تنظم عملية ذبح الحيوانات وسلخها, فيتم الكشف على الحيوان ظاهرياً قبل دخوله للذبح فى المجزر؛ لاكتشاف أى امراض قد يكون الحيوان مصاباً بها، وفى حالة ثبوت إصابته بإى من الأمراض الحيوانية لا يتم التصريح بذبحه، بعد ذلك يتم تسجيل الحيوان فى سجلات المجزر، ثم يتم ذبحه ثم سلخه، ثم الكشف على الذبيحه مرة اخرى بعد عملية السلخ للتأكد من خلوها من الميكروبات والامراض, مؤكداً أن الحيوانات الإناث الصغيرة ممنوع ذبحها, فمن يقوم بالذبح خارج المجزر لا يرتبط بشروط وصفات معينة للذبح, كما انه يوجد حيوانات مريضة يتم اعدامها فى المجازر مع اعطاء اصحابها تعويض نتيحة اعدام الحيوان, لافتاً أن أكبر مكان يوجد به ضبطيات بشكل مستمر فى مجزر البدرشين والعياط, مضيفاً انه يوجد 25 مجزر فى محافظة الجيزة, اكبرهم المنيب والوراق, موضحاً انه يوجد مجزر فى كل المراكز, بعضها تقوم بالذبح خارج المجزر, ويتم مصادرة اللحوم والقبض على الجزار الذى يقوم ببيع اللحوم خارج المجازر وتقديمة للنيابة.

وعن الاشتراطات التى حددها القانون للمجازر أكد مدير مديرية الطب البيطرى أن من الشروط التى يجب توافرها في المجازر؛ وهى ان تغطى الحوائط من الأرضية وحتى السطح بالقيشاني أو السيراميك ويكون اللون الأبيض, وان يزود المجزر بخزان علوى لضمان تواجد المياه في حال انقطاعها وأن يكون الخزان مستوفى الشروط الصحية والمياه به في أي لحظة مطابقة للمواصفات القياسية لمياه الشرب والاستخدام الآدمي، و في حالة عدم توصيل صرف المجزر بشبكة الصرف الصحى يتم صرف المخلفات السائلة إلى أحواض ترسيب ثم إلى خزان أصم ويتم كسحه تحت إشراف المحليات والإدارة الصحية التابع لها مكان المجزر، وضرورة التخلص من الروث والمخلفات الصلبة الأخرى يومياً وبالطرق الصحية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.