الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما " إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلم تسليما" فاللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد يا أيتها الأخت المسلمة إن الإسلام فرض عليكي فرائض وجعل عليكي واجبات، فلا تتعللي بالأسباب فتقولي أنا متعبة الصحة، أو كثيرة الإلتزامات أو ضيقة الأوقات، فإغتنام الوقت والصحة والغنى من تعاليم شرعنا الحنيف، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
" اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " فإذا نظمت المرأة حياتها وإستفادت من حزيئات وقتها، وضنت به أن يستهلك في الطهي وفضول الكلام، فإننا عند ذلك لن نسمع لها شكوى من ضيق الوقت، فتلتفت إلى واجبها داعية للخير وقدوة لغيرها، تثري الفكر في المجالات التربوية والصحية التي تعود بالفائدة على الأجيال المؤمنة والمجتمع الإسلامي بأسره، وتبذل جهدها لإيجاد بديل إسلامي لمواجهة هذا الزخم الهائل من الهجمة الفكرية، وتدافع عن حوزة الدين فـي مجتمع الذئاب الذين يدأبون على التخطيط والعمل لصرف الناس عن دينهم، وكما إن على المرأة المسلمة أن تنبذ الراحة الموهومة، والنوم والكسل الذي ران على نفوس الكثيرات، وتجتهد لتقوم بواجبها نحو أمتها المسلمة.
ونحو أجيالها الرشيدة بما تقدر عليه، وتستثمر وقتها بما يفيد مع إنتهاز الفرص المناسبة لعلنا نزيل الظلمة الحالكة التي ألمت بأمتنا ونورث الخير للأجيال القادمة وإلا بقيت آمالنا حبيسة لا تتعدى صدورنا، وبقيت أجيالنا في مؤخرة الركب بدلا من قيادته، فيا أمة الإسلام لقد أتى على المرأة حين من الدهر، لم تكن شيئا مذكورا ولم تقم لها قائمة فكانت تائهة عائمة، مسلوبة الإرادة ومحطمة العواطف ومهضومة الحقوق ومغلوبة على أمرها ومتدنية في مكانتها ومُتصرفا بشؤونها فكانت عند الرومان تعد من سقط المتاع وعند اليهود تعتبر نجسة قذرة وإحتار فيها النصارى أهي إنسان له روح ؟ أم إنسان بلا روح ؟ ثم إنتهى بها الأمر إلى وأدها في مهدها، وبعد تلك الويلات وإثر تلك النقمات التي كانت تعيشها المرأة، جاء الإسلام وأشرق نوره في جميع أصقاع المعمورة.
فأعلن مكانة المرأة ورفع قدرها وأعظم من شأنها، فأخذت كامل حقوقها ومن أعظم ذلك الصداق وهو المهر، فالمهر ملك لها وحدها تقديرا لها ورمزا لتكريمها ووسيلة لإسعادها وثمنا لإستمتاع الزوج بها، لها في مهرها حرية التصرف بضوابطه الشرعية، فهو ملك لها وليس لأحد من أوليائها أن يشاركها فيه ومن أخذ من مهرها ولو شيئا يسيرا بغير إذنها ورضاها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الظلم والتعسف وأكل الأموال بالباطل حيث قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " رواه البخاري، وما أخذ بسيف الحياء فهو حرام، فاتقوا الله أيها الأولياء في بناتكم ومن ولاكم الله أمرهن من الأخوات وغيرهن وأحسنوا إليهن وأكرموهن وأعطوهن مهورهن فهذا هو الشرع المطهر والنور المبين.
إضافة تعليق جديد