رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 11:08 م توقيت القاهرة

المعلم قدوة في نظافة ملبسه وهندامه

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر 2024
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله و صحبه أجمعين ثم أما بعد إن العلم يزداد بأسباب، فالسبب الأول هو بذل العلم والتعليم فتعليم العلم من أسباب الزيادة، وأما السبب الثاني فهو المراجعة للكتب حيث يراجع الإنسان الكتب المؤلفة في العلم ويطالعها، وأما عن السبب الثالث وهو العمل بما علم فإن الإنسان إذا عمل بما علم زاده الله علما، حيث قال الله تبارك وتعالى "والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم" وكما قال تعالى "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى " وقال تعالى في سورة التوبة " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون" 

وأما عن السبب الرابع وهو البحث مع الزملاء ومع الأساتذة ومع كل من تستفيدوا منه في البحث معه فإن البحث يزيد العلم، وأما عن السبب الخامس المواظبة والمثابرة على العلم دراسة وتحصيلا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها" ولا تظن أن العلم ينال براحة الجسم فالعلم لا ينال إلا بالتعب، وهو التعب الفكري والبدني وأما يريده بعض الناس من أنه ينال العلم بلا تعب، فهذا خطأ في التفكير وخطأ في التقدير أيضا، ويقول بعض العلماء أعطي العلم كلك تدرك بعضه وأعطه بعضك يفوتك كله، فلا بد من المثابرة على العلم حتى يبقى ويزداد، وإنه ينبغي على المعلم أن يكون قدوة في نظافة ملبسه وهندامه. 

وفي حسن تنظيم وترتيب أدواته أمام التلاميذ، وإياك والكذب مع التلاميذ فإنه صفة مذمومة شرعا وممنوعة قانونا، ومستهجنة عرفا من أي إنسان وخاصة من المعلم أو الأستاذ، وكما أنه مطلوب من المعلم أن ينصح التلاميذ ويوجههم إلى أن أحسن أوقات المراجعة هو ما قبل الصبح وما بعده، وإلى أنه مما ثبت بالتجربة أهمية المراجعة كذلك قبل النوم مباشرة بشرط أن لا يكون التلميذ في ذلك الوقت متعبا إلى درجة يصبح معها لا يستوعب شيئا مما يراجع، وكما أنه يربي المعلم تلميذه على إحترام التعليم والمعلمين وعلى أن ذلك عبادة من العبادات وعلى أن الإسلام كما أمرنا أن نحسن إلى الوالدين وأن نحترمهما وأن نقدرهما أمرنا أن نفعل نفس الشيء مع المعلم الذي قال عنه الشاعر قولته المشهورة والصادقة "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" 

ورحم الله زمانا عندما كنا تلاميذ صغارا، كان التلميذ إذا رأى المعلم يمشي على طريق بدّل وغير طريقه حتى لا يراه المعلم مجرد رؤية خارج المدرسة، وطبعا حياء منه وأدبا معه، وكما أنه على المعلم أن يظهر الإهتمام والحماس لجهود تلاميذه، كما أن عليه إظهار الإعجاب تجاه أدنى تقدم يحرزه التلميذ وكذا تشجيع كافة الجهود المعادة والمتكررة من طرفه لتحسين مستواه، وتجاهل كافة المحاولات غير الموفقة أو الفاشلة، ولو قام المعلم بتشجيع التلاميذ على هذا النحو، فإنه بذلك سيلاحظ أنهم يتجهون بإذن الله تعالي من الحسن إلى الأحسن أو من السيئ إلى الحسن، وكما يجب أن يعلم الأستاذ أن الهدف من التدريس ليس تحقيق التلميذ لأعلى الدرجات وتفوقه الدراسي فحسب ولكن الهدف يجب أن يكون أبعد من ذلك.

ألا وهو بناء شخصية متكاملة عندها القدرة على مجابهة الحياة وإثبات ذاتها والتميز في حياتها العامة، وعلى المعلم وكذلك الوالدين أن يخفف من إهتمامه بالنتائج المباشرة للإمتحانات والفروض، وأن يركز على قيمة العمل وليس على الدرجات، ويعطي للعمل الأولوية الحقيقية، وإنه بمجرد أن يصبح العمل الجاد عادة راسخة لدى أبنائنا التلاميذ، فإن بقية الخصال الطيبة سوف تتحقق تلقائيا من كسب المهارة في تلقي العلم إلى زرع الثقة في النفس، فليس المطلوب إذن التركيز على النقاط أو العلامات، بل على بذل المجهود والتشجيع والإهتمام بأي مجهود مهما كان حجمه كبيرا أم صغيرا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.