اليوم : الجمعة الموافق 10 يناير 2025
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد كان من نتائج إكرام النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لزوجاته وعنايته الفائقة بهن ومراعاة ظروفهن الخاصة أن شاقت أم حبيبة بنت أبي سفيان أباها، وكان مشركا يومئذ وذلك أنها هاجرت مسلمة إلى الحبشة مع زوجها عبيدالله بن جحش فترك الإسلام وإعتنق النصرانية، فتبرأت منه ولم تقبل رجاءه في أن تكون معه على الزوجية، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنها أصبحت لا نصير لها ولا عائل من زوج أو أب، وأنها ستجد مِن أهلها شرا وعناء، أرسل إلى النجاشي ليخطبها له، ففعل، وذهبت إلى المدينة فأكرمها وأحسن استقبالها.
فكان ذلك سببا في زيادة إيمانها واستمساكها بدينها، ثم إن أباها قدم إليها بعد ذلك يدعوها إلى الكفر، فدخل بيتها ولما رغب في الجلوس على فراشها، طوته ومنعت يده من لمسه أو الإقتراب منه فاشتد غضبه وقال لها أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني؟ أم بي عنه؟ فأجابته على الفور به عنك لأنه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل نجس غير مؤمن، فغضب عليها وقال لقد أصابك بعدي شر، فقالت له "لا والله بل خير" وخلاصة القصة ما في رواية البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عن جابر بن عبدالله قال دخل أبو بكر ليستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم، قال فأذن لأبي بكر فدخل، ثم جاء عمر فاستأذن فأذن له فدخل، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا واجما "مهتما ساكتا وحوله نساؤه.
قال عمر فقلت والله لأقولن شيئا أُضحك به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها دققته؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال " هن حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها أي يدقه، كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده، فقلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا ما ليس عنده، ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، ثم نزلت هذه الآية الكريمة كما جاء في سورة الأحزاب " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " قال فبدأ بالسيدة عائشة رضي الله عنها.
فقال صلى الله عليه وسلم "يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أُحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك" قالت وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبويّ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وقال العلماء أما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أن تشاور أبويها فإنه كان يحبها، وكان يخاف أن يحملها فرط الشباب على أن تختار فراقه، ويعلم أن أبويها لا يشيران عليها بفراقه.
إضافة تعليق جديد