المهندس مؤمن أشرف: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين.. ومصر أمام فرصة تاريخية لتأمين فضاءها الرقمي

كتبت هدي العيسوي 
أكد المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة يفرض تحديات ضخمة على الأمن القومي الرقمي، مشيرًا إلى أن العالم يشهد الآن ما يمكن وصفه بـ”حرب المعلومات الكبرى”، حيث تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في تضليل الرأي العام، واختراق الخصوصية، وتزييف المحتوى بشكل يصعب تمييزه عن الحقيقة.

وأوضح “أشرف”، أن مصر، بقيادتها الواعية، تدرك أهمية هذا التحول، وتسير بخطى واضحة نحو تأمين فضائها الرقمي، مؤكدًا أن الدولة تمتلك الكوادر المؤهلة والنية السياسية لبناء منظومة أمن معلومات متكاملة، قادرة على حماية المؤسسات والأفراد من الهجمات الإلكترونية والأخبار المضللة.

وأشار الخبير الدولي إلى أن الهجمات السيبرانية لم تعد موجهة فقط نحو البنوك أو المؤسسات السيادية، بل أصبحت تستهدف المواطنين العاديين عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والتطبيقات الذكية، محذرًا من أن الجهل بهذه التقنيات يُعتبر نقطة ضعف يجب سدّها بسرعة.

وأضاف المهندس مؤمن أشرف أن المستقبل القريب سيشهد توسعًا في استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والروبوتات التفاعلية، وخوارزميات اتخاذ القرار الآلي، ما يتطلب إطارًا تشريعيًا حديثًا وتنظيمًا دقيقًا لآلية استخدام هذه التقنيات، لتجنب انحرافها عن أهدافها التنموية.

وشدد على أن التحدي الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في طريقة إدارتها، قائلًا:

“الذكاء الاصطناعي لا يهدد من يتقنه.. بل من يتجاهله أو يتركه في أيدي غير مؤهلة.”

وختم المهندس مؤمن أشرف تصريحه بدعوة كل الجهات المعنية – حكومية وخاصة – إلى تبني مبدأ “التحول الآمن”، والذي يقوم على تحقيق التنمية الرقمية دون التفريط في أمن المعلومات أو الخصوصية، مشيدًا بالدور المتنامي الذي تلعبه مصر في المنتديات التكنولوجية الإقليمية والدولية، وسعيها لأن تكون مركزًا رقميًا محوريًا في المنطقة.