رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 25 أبريل 2024 3:13 م توقيت القاهرة

النبي ومعجزة القرآن الكريم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد تفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والأمر والحكم فى الكون كله، والناس كلهم ليس لهم أن يخرجوا عن منهج الله تعالى وشريعته لأنهم وكلاء مستخلفون في الأرض، ولهم حقوق وعليهم واجبات فالله سبحانه وتعالى هو مالك الملك، ومالك كل موجود، فقد استخلف الإنسان فى هذه الأرض، ومكنه مما ادخره سبحانه له فيها من أرزاق وأقوات، وقوى وطاقات، ولم يترك له هذا الملك العريض فوضى يصنع فيه الإنسان ما يشاء، وكيف شاء، إنما استخلفه على أن يقوم بالخلافة وفق منهج من استخلفه، وحسب شريعته ويقول النبى صلى الله عليه وسلم "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة" فهذا يدل على أن معجزته الكبرى صلى الله عليه وسلم هي معجزة القرآن المبين، وليس معنى ذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ليس له معجزات كسائر الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام. 

ولكن الأمر كما قال الإمام الشافعي ما أعطى الله عز وجل نبيا من الأنبياء ما أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال أعطى محمد صلى الله عليه وسلم حنين الجذع، فمعجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فاقت معجزات جميع الأنبياء، فكان يبرئ الأكمه والأبرص، وكان يبرئ المرضى بإذن الله عز وجل كما أعطي عيسى عليه السلام، فقد خرجت عين قتادة من موضعها وسقطت على خده، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فردها إلى مكانها بيده صلى الله عليه وسلم، وصارت أحسن عينيه فصلى الله عليه وسلم، ورد الله عز وجل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بصر عثمان بن حنيف، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فتح خيبر "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فأصبح الناس يدوكون ليلتهم من يعطاها" كلهم يتشوف إلى هذا الشرف العظيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم يشهد له بأنه يحب الله ورسوله. 

وبأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم يحبانه، فأصبح الناس يدوكون ليلتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل يشتكي عينيه يا رسول الله، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأحضر، فبصق في عينيه فبرئ رضي الله عنه" فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم استعمله الله عز وجل كذلك في إبراء المرضى، ولقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم للغة الحيوان، كذلك نبى الله سليمان عليه السلام فهم قول النملة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهم قول الجمل، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي حاجته فدخل حائط بستان لأحد الأنصار فلما رآه ناضح أي جمل، حن للنبي صلى الله عليه وسلم، واغرورقت عيناه بالدموع، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عليه، فهمهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "من صاحب هذا الناضح؟ فقال الأنصاري أنا يا رسول الله قال ألا تتقي الله عز وجل في هذه البهيمة؟ 

لقد اشتكى إلي الجمل أنك تجيعه وتدئبه"أي أنه لا يطعمه الطعام الكافي، ويدئبه أي يتعبه في العمل، ففهم النبي صلى الله عليه وسلم قول الناضح، وإن من معجزاته صلى الله عليه وسلم، هو انقياد الجبل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكذلك الجبال والأشجار تستجيب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم على أحد، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" فثبت الجبل بأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا علم آخر من أعلام النبوة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن على الجبل شهيدين، وهما عمر وعثمان، ووقع الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا تأدب الوحش مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحشا قيل إنه قطة لأنها حيوان متوحش عكس المستأنس. 

فكان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرك ولعب في البيت، فإذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن حتى لا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه أحمد، فكانت الوحوش كذلك تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتأدب معه، وأيضا نبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم وانفلاق القمر له، فقد فاقت معجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم معجزات جميع الأنبياء، فنبى الله موسى عليه السلام ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم، ونبينا صلى الله عليه وسلم وضع يديه في الماء فنبع الماء من بين أصابعه، وتوضأ الصحابة رضي الله عنهم، فهذه أبلغ في الإعجاز من معجزة نبى الله موسى عليه السلام، ونبى الله موسى عليه السلام ضرب بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشار بأصبعيه إلى القمر فانفلق القمر فلقتين، فقال "اشهدوا" 

وقال الله عز وجل فى سورة القمر " اقتربت الساعة وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر" وأيضا انقياد الشجر للنبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه صلى الله عليه وسلم، فالشجر ينقاد للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي حاجته، فأخذ بغصن شجرة وقال "انقادي علي بإذن الله، فانقادت معه الشجرة، ثم أخذ بغصن شجرة أخرى وقال انقادي علي بإذن الله، فانقادت معه ثم قال التئما بإذن الله، فالتأمت" رواه مسلم، وكذلك الحجر يسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن" رواه مسلم، فكلما مر النبي صلى الله عليه وسلم بجواره يقول السلام عليك يا رسول الله، وإن من المعجزات أيضا هو كثرة الطعام ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.