نعيش في المجتمعات العربية ونرى فيها سيطرة الرجال على النساء سيطرة كاملة فماهو الفرق بين السيطرة والقوامة وماهو سبب سيطرة هذه السيطرة للرجال على النساء ؟
فلو بحثنا عن معني القوامة فانها تعني القدرة والقوة البدنية والتي يتمتع بها الرجل مقابل ضعف الجسد للمرأة مهما ظهرت أمامنا بقوة جسدها، فالقوامة للرجل تجعله يعمل في الصحراء ويتحمل حرها بقوة جسدية، ولاتستطيع النساء القيام بها او القدرة على الاستمرار في عمل شاق او متعب ، فالرجل يمكنه حمل أثقال كثيرة لقوة بنيانه ولاتستطيع النساء حملها لضعف بنيانها .
اما عن السيطرة فهي تعني فرض السلطة او القيادة نتيجة لسطو رأي او الطغيان او الغلبة لرأي على حساب رأي آخر دون الارتباط بجنس من يفرض هذا الرأي، لذا فقد يغلب رأي الرجل ويظل متمسكا به نتيجة رؤيته ومن وجهة نظرة ان هذا الرأي صواب حتى وان كان خطأً في نظر غيره على رأي المرأة والذي قد يراه هو او غيره خطأ حتى وان كان صحيحًا في نظرها
وللأسرة دور كبير في سيطرة آحد الأطراف عن الطرف الآخر منذ البداية ومنذ مرحلة الطفولة ومابعدها من مراحل الحياة للشخص، فهذا الصبي يعيش طفولته بين أفراد أسرته تخدمه فيها اخته بصفة مستمرة بأمر من والدتها، قائلة لها انت الأنثى والبنت الواجب عليها خدمة اخوتها الذكور، وان الابنة واجب عليها دائما خدمتها لاخوتها الذكور او قد يكون ذلك نتيجة التقليد الذي رأته من والدتها وهي تعيش طوال الوقت في خدمة زوجها
وبالتالي فقد رسم في زمن الانثى منذ زمن بعيد انه يجب سيطرة وقيادة الرجل على الأنثى دائما، فهي ترى ( بقناعتها ) انا الرجل هو الطرف الوحيد الذي يملك القدرة في كل شيء، فتسلم راية السيطرة والقيادة للرجل طواعية وبرغبتها مقتنعة اقتناعًا تامًا انه هو الوحيد المؤهل لذلك فببنيانه الجسدي وقدرته العالية على التفكير وأخذ جميع قراراته دون هذه الأنثى، الأمر الذي جعلها تقنع نفسها انها لاتستطيع، فهي ترى انها لاتستطيع التفكير رغم انها تمتلك القدرة على التفكير ، لاتستطيع تحمل العواقب مثل الرجل في تحمل عواقب او عوار قرارته ( هذا من وجهة نظرها البحتة )
وربما لذلك كانت تحجم الكثير من النساء عن اتخاذ القرارات لانها سبق وأن بنت فكرة عن نفسها بأنها لاتستطيع تحمل العواقب للقرارات والتي سبق وان كان مع فشل أحدها لومًا وتوبيخًا كبيرًا من قبل زوجها واتهامها بضعف التفكير او فقدانه له كليا وعدم صواب قراراتها في نظره لتقتنع برأي عن نفسها فتخضع لما يقول او يقرر من قرارات فهو الصواب دائما في نظرها
كيف نصحح هذه النظرية ؟
يبدأ التصحيح من الأسرة وفي مرحلة الطفولة، فهذا الطفل الذكر يجب ان يتعلم كيف ينظف بنفسه مكانه الذي جلس فيه يتناول وجبة من الوجبات، نعلمه كيف يرتب عشوائية مكان نومه من فرش وترتيب لمحتويات سريره، نعلمه كيف يرتب دولاب ملابسه، نعلمه حين يكبر قليلا على ان يعد طعامه بنفسه ويغسل اطباق تناول بها طعامه، نعلمه كيف يعد لاخوته ذكورًا كانوا او إناثًا كوبًا من القهوة او الشاي يقدمه اليهم بنفسه، نعلمه كيف يغسل ثوبه الملوث بعد عودته من المدرسة
كما نعلمه ايضا ونرسخ في عقله وتفكير فكرة المشاركة بين الرجل والمرأة عن طريق جعل كل من الابن والابنة يعدا وجبة طعام من صنعيهما وذلك بالترغيب والتشجيع وان هذا الأمر هو
يجب ان يكون للرجل والمرأة فيصبح كلاهما على صواب في قدرته على التفكير واخذ القرار وتحمل العواقب لما تم أخذه من قرارات وليس مقتصر على طرف واحد دون الآخر .
وهذا المجتمع ومافيه من دراما لمسلسلات وأفلام او وسائل التواصل الاجتماعية وكذلك مؤسسات الدولة ودور العبادة وغيرها لها دور في التوعية من حيث اعلاء دور المرأة داخل المجتمع والأسرة والتوعية بضرورة المشاركة دخل الأسرة، فالعمل لم يقتصر على الرجل فقط بل كانت الزوجة قديما وفي العصور الأولى تحارب وتشارك في الحروب وتصنع وتصمم وتفكر وتتواجد في جميع مجالات الحياة وكان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويعد الطعام ويغسل ثوبه ولايقتصر العمل الاسري على الزوجة فقط بل هو خليط ومزيج بينهما يجب ان تورث وترسخت فكرته بين الأبناء من الذكور والاناث دون تهميش لدور واحد منهم على حساب الآخر لتصبح الأسرة البنيان الصحيح الذي ينتج مجتمعا متفهما قوي البنيان لا أحد يحاول ان يهدم صوابه وقوته
إضافة تعليق جديد