رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 19 مايو 2025 10:55 م توقيت القاهرة

امرأة زوّجها الله من فوق سبع سماوات.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الحي العليم فلا يخفى عليه خافية، السميع البصير سواء عنده السر والعلانية، المريد القدير وشواهد قدرته واضحة كافية، المتكلم بكلام قديم أزلي وصلت بركاته إلى القلوب الصافية، سبحانه مولى إن أطعته أدناك وان إكتفيت به أغناك وان دعوته لباك، وان أدبت عنه ناداك، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، يا من له سترا على جميل هل لي إليك إذ إعتذرت قبول، أبديتني ورحمتني وسترتني كرما فأنت لمن رجاك كفيل، وعصيت ثم رأيت عفوك واسعا وعلى سترك دائما مسدول، فلك المحامد والمحاسن والثنا يا من هو المقصود والمسؤل، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، صلوا على من أتت حقا بشائره الهاشمي الذي طابت عناصره.
هو الرسول الذي شاعت رسالته في الخلق طرا وقد عمت مآثره، هو النبي الذي تأتي الملوك له على الرؤوس فتأتيهم مفاخره، هو الطبيب لداء الناس كلهم يشفي السقيم وللمكسور جابره، صلى عليه أله العرش ما طلعت شمس وما ناح فوق الغصن طائره، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إن زوجات النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم زوجاته في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين ولهن من الحرمة والتعظيم ما يليق بهن كزوجات لخاتم النبيين فهن من آل بيته طاهرات مطهرات طيبات، بريئات مبرآت من كل سؤ يقدح في أعراضهن وفرشهن، فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات فرضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين وصلى الله على نبيه الصادق الأمين.
ومن أمهات المؤمنين هي السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان أسد ابن خزيمة، وكان أسمها برّة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بعد زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، أما أمها فهي أمية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت في مكة قبل البعثة بعشرين سنة، وكانت رضي الله عنها من السباقات إلى الإسلام في مكة، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة، وقيل ثلاث من الهجرة وكانت قبله تحت زيد بن حارثة، فطلقها، فزوجها الله تعالي إياها من فوق سبع سماوات وأنزل عليه " فلما قضي زيد منها وطرا " وكانت رضي الله عنها تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول زوّجكن أهاليكن.
وزوّجني الله من فوق سبع سماوات، ومن خصائصها أنها كانت من أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعده، ولحوقا به، وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم لنسائه "أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" فكنّ يتطاولن أيتهن أطول يدا، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها " فكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق" وتوفيت سنة عشرين، وهي أول من غطي نعشها بعد وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنهن، وإن من الأدب مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هو الدفاع عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن، منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، ولا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن، بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الدفاع عنهن وتوقيرهن وإحترامهن وحسن الأدب معهن.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.