رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 2 يوليو 2024 11:27 ص توقيت القاهرة

انظر كيف ضاع حلمي!

بقلم ؏ــبــېْۧــڔ مۭــدڀــنۨ

11 سنة ثقيلة مرت على ثورة 30 يونيو وقتها كنت ومازلت ضد تسيس الدين وتولي الإخوان الحكم مازلت أرى أن طمعهم في كرسي الحكم افقدهم الكثير من المكاسب التي حققتها الجماعة خلال الأعوام الماضية بعد أن اكتسبت شرعية وأصبحت تشارك في كافة المجالات مازال عندي قناعة أن قيادات الجيش ومعهم شريحة من المجتمع كبيرة ترفض أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة شخص مدني بحجة التوترات في المنطقة وعلى الحدود وطمع بعض دول الجوار في مقدرات الدولة المصرية؛ 
مع إن بقليل من التدبر قرارات الحروب تؤخذ بواسطة مجلس حرب وهناك رئيس أركان ووزير دفاع ورئيس مخابرات وعددا من الأجهزة الأمنية موكلة بمثل هذه القرارات وهذا لأننا ندعي أننا دولة ديمقراطية لكن الواقع أننا نهوى أن نصنع ديكتاتورا وفرعونا لحكمنا.
عندما شاركت في الاستفتاء على الدستور كنت أحلم أن أجده واقعا أعيشه وعندما شاركت في ثورة 30 يونيو كان عندي امل كبير أن يتفهم الإخوان رغبة الغالبية في توحيد المجتمع تحت لواء دولة مدنية تضم كل أطياف الشعب. 
لكن للأسف حدث العكس وشهدت البلاد موجة من العنف وعدم الاستقرار أضر كثيرا بمكانتها الدولية عالميا وإقليميا وعرضها لهزة اقتصادية غير مسبوقة وزادت حدة الاحتقان حتى أصبحت كل مصيبة تلصق بالاخوان سواء كان لهم دخل بها ام لا، بعد ثورة 30 يونيو رأيت البسطاء يحلمون بالأمان والاستقرار والرخاء في الأحياء الشعبية في مدينتي تبرع هؤلاء البسطاء بكل ما استطاعوا أن يتبرعوا به لإصلاح بعض ما دمرته احداث العنف اصلحوا ارصفه ودهنوها وهم يرقصون على الأغاني الوطنية، ومع اعلان الأشقاء في الخليج عن دعم الاقتصاد المصري بمبالغ مالية استسلمت لحلم جميل أن يتم دعم الاقتصاد المصري بايدي أبناءه واستغلال موجة الحماس التي أصابتهم، أن تمنح لمن يمتلك رؤية اقتصادية جيدة الصلاحيات ليصلح ما فسد، أن تقدم قروض ميسرة لصغار المستثمرين والشباب لتنمية مشاريعهم وتحقيق الإصلاح في، أن ينال شرف دخول البرلمان الكفاءات، أن نقضي على وباء الصناديق الخاصة سيئة السمعة وندمجها في موازنة الدولة حتى نستطيع إعداد موازنة عامة حقيقية ونعرف ما لنا وما علينا، أن تشهد الساحة السياسية نشاط حزبي حقيقي وأن تصبح الأحزاب قوى واحلاف مؤثرة لا مجرد هياكل كرتونيه ومظهرا من مظاهر الواجهة الاجتماعية لكن لم يحدث! أن... وأن... كثرت الأنات وعلى الأنين ولا من مجيب!
ومع الاعلان عن انعقاد المؤتمر الاقتصادي الاول سبح الكثير منا في بحر من الطحينة! 
وكانت الكارثة أن توجهات النظام الحاكم ذهبت لطريق آخر اعترضنا عليه بكل قوة وضعت المليارات في بناء المدن الجديدة والقصور الرئاسية ومظاهر الفخفخة والرفاهية! اشياء كان يمكن تحقيقها بدون استدانة بدون أن نضع ملايين الرقاب تحت مقصلة صندوق النقد الدولي لو وظفنا هذه المليارات في الإنتاج ودعم القطاع الزراعي 
لو أدركنا أهمية التصدير وخططنا للمستقبل ووضعنا في اعتبارنا وجود متغيرات دولية قد تحدث فكثيرا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
ظللنا نصرخ والمسؤولين يضعون أصابعهم في آذانهم ويحاولون اقناعنا بأنهم يحكمون بالوحي الإلهي الغريب أن الرسول الذي كان يأتيه الوحي من السماء حقا وصدقا قال أنتم أعلم بأمور دنياكم وكان يشاور اصحابه ويسمح لهم بمراجعته والاعتراض على رأيه!
ضاع حلمي مع ازدياد فجوة الفروق الطبقية وغرق شريحة كبيرة من المجتمع في الفقر  وحصول الصفوه من الأغنياء على جواز سفر وتأشيرة هروب للجمهورية الجديدة تاركين البؤساء سكان الجمهورية القديمة ينتظرون الفتات يرمى لهم من معاشات بمختلف مسمياتها وأجور زهيدة تبتلعهم جميعا زيادات الاسعار حتى ما تقدمه الدولة من خدمات المفروض انها مجانية أصبح بمقابل يجلد المواطن العادي ويؤلم المواطن السوبر ولست أدري ما العيب أن تحقق الدولة حدا من الرفاهية لمواطنيها إلا لو كان هذا بناء على تعليمات صندوق الخراب الدولي وهذا ما كنا نخشاه، انظر كيف ضاع حلمي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.