رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 20 أبريل 2024 1:20 م توقيت القاهرة

بقلم عيد صالح..العاشر من رمضان يوم العزة والكرامة

ذكرى حرب العزة والكرامة "العاشر من رمضان" والتى انتصر بها الجيش المصرى على الجيش الصهيونى، واستطاع أن يعيد لمصر فرحتها وكرامتها من جديد، وأن يحول مرارة كأس هزيمة 67 إلى ملحمة انتصارية خالدة.

 

"الله أكبر" رددها الجنود كصرخات مدوية تفتت فى العدو الصهيونى وتقل من عزيمته وجبروته، كان الجنود ينطلقون كالصاعقة والطوفان الذى لا يقدر أحد على إيقافه.

بدأت الحرب فى الساعة الثانية من ظهر السادس من اكتوبر لعام 1973 والعاشر من رمضان الموافق 1393 هجريًا، كان يوافق هذا اليوم عيد الغفران لدى اليهود، واقتنص الرئيس السادات هذه الفرصة بما عرف لديه من حيله ومكر، ليحدد هذا التوقيت ميعادًا للحرب فى وقت انشغال اليهود بعيدهم.

 

وشن الجيشان المصرى والسورى الهجوم على قواعد ومراكز الجيش الاسرائيلى، فقد هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء، بينما هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية فى مرتفعات الجولان.

 

فى البداية، حشدت مصر 300,000 جندي في القوات البرية والجوية والبحرية، وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من 5 فرق مشاة و3 فرق مشاة آلية وفرقتين مدرعتين إضافة إلى عدد من الألوية المستقلة وتشمل لواءين مدرعين و4 ألوية مشاة و3 ألوية.

 

وتهدف خطة الهجوم المصرية على اقتحام خط بارليف الدفاعي، الذى أنفقت اسرائيل على انشائه300 مليون دولار، وتم ذلك عن طريق دفع 5 فرق مشاة شرق قناة السويس في 5 نقاط مختلفة، واحتلال رؤس كبارى بعمق من 10-12 كم وهي المسافة المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي في حين تبقى فرقتان مدرعتان وفرقتان ميكانيكيتان غرب القناة كاحتياطي تعبوي فيما تبقى باقى القوات في القاهرة بتصرف القيادة العامة كاحتياطي استراتيجي.

في إسرائيل دوت صافرات الإنذار في الساعة الثانية لتعلن حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال رغم العيد، وبدأت عملية تعبئة قوات الاحتياط لدفعها للجبهة.

 

وانجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 اكتوبر عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي.

 

ونجح الجيش المصرى في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، كما منع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، واستطاع الجيش المصري ان يحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصرية، واسترد الجيش المصرى، قناة السويس وجزءًا من سيناء.

 

وعلى صعيد منطقة الجولان، استطاع الجيش السورى تدمير التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدمًا كبيرًا في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ مما أربك الجيش الإسرائيلي، كما تمكن من استرداد جزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.

 

تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر 1973.

 

وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا اخر يوم23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.

 

وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل. بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في "كامب ديفيد" 1979.

 

انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

 

من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنطرة وعودتها للسيادة السورية.

 

 ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978على إثر مبادرة انور السادات التاريخية فى نوفمبر 1977 وزيارته للقدس، وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.