رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 3 يوليو 2025 3:46 م توقيت القاهرة

بيبرس يقود الحرب ضد الصليبيين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم وبعد ذكرت المصادر التايخية الكثير عن دولة المماليك في مصر ومواجهتها للمغول والصليبيين، وقيل أنه بدأت الحرب بين المسلمين بقيادة بيبرس، والصليبيين سنة ستمائة وواحد وستون من الهجرة، وعندما انتصر الظاهر بيبرس علي الصليبيين، لم يغفر بيبرس لمملكة أرمينية الصغرى في قيليقية أو لإمارتي أنطاكية وطرابلس تحالفها مع المغول ضد المسلمين، فأخذ يمهد سنة ستمائة وخمس وستون من الهجرة، للقيام بعمل حربي ضد هذه القوى الصليبية، وأرسل جيشا تحت قيادة الأمير قلاوون إستولى على بعض القلاع الواقعة شمالي طرابلس الشام لتحقيق ذلك الغرض. 

وفي صيف سنة ستمائة وخمس وستون من الهجرة، وجه بيبرس حملة كبرى ضد أرمينية الصغرى أثناء غياب ملكها حيطوم الأول في زيارة لمغول فارس، ونجح المسلمين في إنزال هزيمة كبرى بالأرمن قرب دربساك، وإنتقموا منهم شر إنتقام، فدمروا مدن قيليقية وبخاصة أضنة وطرسوس والمصيصة، كما أشعلوا النار في العاصمة سيس، وتم قتل أحد أبناء الملك حيطوم في الحرب في حين أسر الابن الثاني، وبعد ذلك عاد المماليك إلى الشام محملين بالغنائم ومعهم آلاف الأسرى من الأرمن، وأخيرا توج بيبرس جهوده ضد الصليبيين بإسترجاع أنطاكية، وكانت خسارة الصليبيين بسقوط أنطاكية ضخمة، لأنها كانت كبرى إماراتهم بالشام، وثاني إمارة أسسوها بعد الرها، لذلك جاء سقوطها إيذانا بإنهيار البناء الصليبي بالشام، بحيث لم يبقي للصليبيين بعد ذلك من المدن. 

سوى عكا وطرابلس، ولم تقتصر حركة الجهاد التي قام بها بيبرس ضد القوى الصليبية في الشرق الأدنى على أرمينية الصغرى والشام، وإنما إمتدت إلى جزيرة قبرص، المحكومة من قبل آل لوزنيان الإفرنج، ولم يستطع الظاهر بيبرس أن يغفر لملك قبرص هيوج الثالث تهديده لسفن المسلمين في شرق حوض البحر المتوسط، أو مساعدته للصليبيين ضد المسلمين بالشام، فأرسل حملة بحرية سنة ستمائة وثماني وستون من الهجرة، لغزو قبرص، ولكن هذه الحملة أُصيبت بالفشل بسبب ريحٍ عاصفة هبت على السفن الإسلامية قرب شاطئ قبرص فتحطم بعضها، وعاد البعض الآخر دون نتيجة، وهكذا إستمر بيبرس يشن الحروب العنيفة على الصليبيين دون هوادة ولا رحمة، فإسترجع في سنة ستمائة وتسع وستون من الهجرة، بلدة صافيتا وحصن الأكراد وحصن عكا والقرين. 

وأخذ يستعد لمهاجمة طرابلس ذاتها، لولا وصول الأمير إدوارد الإنكتاري إلى الشام ومعه بضع مئات من المحاربين، مما جعل بيبرس يخشى أن يكون ذلك مقدمة لحملة صليبية كبيرة، وجدير بالذكر أن حرص بيبرس على تقليم أظافر الصليبيين بالشام دفعه إلى القضاء على نفوذ الباطنية الحشيشية، وكانت هذه الطائفة قد قامت بدور خطير في تاريخ الحروب الصليبية، وأسهمت بقسط وافر في إنحلال الشام في ذلك العصر، ثم أنهم لم يكتفوا بإغتيال كثير من زعماء حركة الجهاد من المسلمين، وإنما حالفوا الصليبيين ودفعوا لهم الأموال رمزا للتبعية، وإنقلبوا عليهم في بعض الأحيان وفق ما قضته مصلحتهم، لذلك سعى بيبرس إلى القضاء على نفوذ الباطنية في الشام قضاء تاما، فعزل مقدمهم نجم الدين الشعراني، وإستولى على حصونهم حصنا بعد آخر حتى إستولى عليها جميعا وأراح البلاد من شرهم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.