رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 5 ديسمبر 2024 4:46 ص توقيت القاهرة

تخييم المسلمين في سهل اليرموك.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 4 ديسمبر 2024
إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن موقعة اليرموك التي دارت بين المسلمين والبيزنطيين وقيل أنه بعد أيام من تخييم المسلمين في سهل اليرموك، إستهل الجيش البيزنطي جيش جبلة بن الأيهم الخفيف التسليح، والذي تقدم وخيم إلى الشمال من وادي الرقاد، وكان الجناح الأيمن للجيش البيزنطي في النهاية الجنوبية من السهل قرب نهر اليرموك وعلى بعد حوالي ميل واحد قبل اودية وادي العلن، وكان الجناح الأيسر في الشمال، على مسافة قريبة من بداية تلال جابيا.

حيث كان مكشوفا نسبيا، ونشر ماهان جيشه الإمبراطوري مواجها للشرق، مع خط أمامي بطول ثلاثة عشر كيلومتر، حيث أراد أن يغطي كل المسافة بين منخفض اليرموك في الجنوب والطريق الروماني المؤدي إلى مصر في الشمال، وتركت مسافات كبيرة بين كتائب الجيش البيزنطي، وكان الجناح الأيمن بقيادة غريغوري والأيسر لقاناطير، وتشكل الوسط من جيش ديرجان وجيش الأرمن لماهان، وكلاهما تحت القيادة العامة لديرجان، وضم الرومان فرق الخيالة الثقيلة، وفرقة الدروع التي وزعت بالتساوي بين الجيوش الرومانية الأربعة، ووضع كل جيش المشاة في المقدمة والفرسان كقوة إحتياطية في الخلف، ونشر ماهان جيش العرب المسيحيين والذي يمتطي الخيول والجمال كقوة للمناوشات، التي تحجب الجيش الرئيسي لحين وصوله.

وذكرت مصادر إسلامية قديمة بأن جيش غريغوري كان قد إستخدم سلاسل لربط أقدام الجنود الذين أخذوا عهدا بالموت، وكانت السلاسل بطول عشر رجال وإستخدمت كدليل على الشجاعة التي لا تهتز، كسمة من سمات الرجال والذين أظهروا بذلك رغبتهم في الموت وعدم الإنسحاب أبدا وعملت هذه السلاسل أيضا كضمان لعدم حدوث أي ثغرة ممكن ان تحدث من قبل فرسان العدو على كل حال، فقد ذكر مؤرخون معاصرون بأن الجيش البيزنطي تبنى التشكيل العسكري المسمى تستودو الروماني، حيث يقف فيه الجنود كتفا لكتف وتمسك الدروع إلى الأعلى ونسق من عشرة إلي عشرين رجل بحيث يكونون محميين من كل الجوانب من مقذوفات العدو، ويوفر كل جندي غطاء للجندي المجاور له،

وتسلح الفرسان البيزنطيين بسيوف طويلة معروفة بسباثيون بالإضافة إلى رمح خشبي خفيف يسمى كنتاريون وقوس توكساريون مع أربعين سهما في الرف، يتدلى إما من السرج أو من حزام الجندي، والمشاة الثقيلة المعروفة بسكوتاتوي وتسلحت بسيوف ورماح قصيرة وحمل النبالة البيزنطيون تسليحا خفيفا ودروعا صغيرة، ويتدلى القوس من الكتف إلى الظهر مع حفنة من السهام، وإشتمل تدريع الفرسان على الدرع الشبكي وخوذة وقلادة حامية للرقبة وأهداب ناتئة من الخوذة لحماية أجزاء الوجه وكان للمشاة تدريع مماثل مع خوذة ودرع للصدر وللساق وإستخدمت أيضا الدروع الجلدية السميكة وصفائح مدرعة وهي دروع تتكون من العديد من الصفائح الصغيرة المرتبطة مع بعضها البعض كمواد داعمة للدروع الجلدية أو الملابس.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.