(بدون فصحى )
كلنا عارفين ان فيه علاقات كتير بيكون بداية الارتباط فيها بين اي طرفين هو الحب، لكن مع مرور الوقت تنتهي العلاقة بالفشل، ومن هذه العلاقات العلاقة الزوجية،
والسؤال ال دايما بيطرح نفسه ليه كده وايه ال جعل العلاقة بين الزوجين علاقة فاشلة رغم انها كانت في الاساس مبنية على حب ؟
طيب تعالوا كده نشوف ايه السبب، وليه العلاقات التقليدية كانت اكثر استمرارية عن العلاقة ال كان بدايتها على حب وانسجام بين الطرفين
السبب الرئيسي في فشل العلاقية الزوجية الأولى هو تنحي احد الأطراف فيها عن شخصيته تماما من اجل ارضاء الطرف الآخر، هو عدم الاعتراض على رأي أو قرار لطرف من الأطراف، هو السماح المطلق باختراق واحتلال شخصية طرف لشخصية الطرف تاني،
وكان السبب في السماح هو اعتقاد ان التضحية والغاء الذات أو الشخصية هو نوع من التفاني الحب الغير محدود، لكن مع كل تضحية فيه امتلاك، فيه ان شخص ذاب واختفى داخل شخص تاني، اصبح رأيه عديم القيمه مقابل رأي الآخر وبرضا منه، فيه اعتقاد ان طريقك هو طريقي ورأيك مهما كان غلط او صح تم الموافقة عليه مسبقا، فيه جسد واحد وعقل واحد وطريق واحد ومصير واحد وده كله على حسب اعتقاد الشخص او الطرف ال سلم نفسه وسلم بان كل التصرفات والتضحيات ال بيقدمها للطرف التانيه ده دليل على عمق حبه له .
طيب لما اي طرف بيتنازل تنازلا مطلقا عن كل حقوقه وتهميش رأيه مقابل اعلاء رأي الطرف الآخر وبرغبته ودون اجباره على كده، هنا يبدأ بريق الحب يختفي، هنا نور وضوء العلاقة بدأ ينطفي بالتدريج،
طيب ليه ؟
انا كطرف من الطرفين وال سلمت نفسي للطرف ال معايا بالارتباط فهم ان التنازل مني له على كل حاجه هو بمثابة شيء من جهلي وعدم معرفتي أو عدم القدرة مني على اتخاذ اي قرار، حضرتك الغيت شخصيتك بارادتك من محيط العلاقة، وبالتالى احنا كنا فردين في ساحة متواجدين وبنحارب فيها علشان نوصل لهدف، فجأة اختفى واحد منهم او موجود وبيقول خليك مع نفسك وال هتعمله انا موافق على نهاية الحرب
كمان مع كثرة تنازلاتك رصيدك من الهيبة بدأ يقل بالتدريح، رصيدك من المكانة والإحترام نفس الشيء قرب يخلص وممكن يكون خلص خلاص، وطبيعة النفسة البشرية بتحس بملل لما بتشوف كل شيء حوليها متشابه وبالتالي اختفى عامل الجاذبية في العلاقة مابينهم،
والنتيجة ان رغم الحب الكبير ال كان الا انه هنشوف حب بيموت مابينهم والطرف ال تم التنازل من اجله بدأ يبحث عن تجربة جديدة عن طريق الارتباط بشخص عنيد غير ال كان معاه و كان بيشوفه سهل من قبل، وطبعا هيحصل نوع من حرب المشاعر لعلاقة جديدة يرغب فيه بالانتصار ال يحس معاه بطعم نجاحه بالحصول عليه .
طيب ايه المفروض كنت اعمله من الأول ؟
هسألك سؤال : لو فرض وكان معاك شخص تاني وانت وهو قاصدين سفر بالاتفاق المسبق سيرا على الاقدام او حتى بسيارة ولازم تمشي بطريق واحد وهو الطريق المختصر للوصول رغم ان فيه طرق تانيه فرعيه كتير هتوصلك لنهاية المشوار بس ده الطريق المضمون لانه المخاطر فيه ممكن نتغلب عليها سوا ونوصل للمكان المقصود بنهاية الرحلة ايه ال بيحصل بالمشوار ؟
هو كام واحد ماشي معاك، مش انت والشخص التاني ؟ يعني شخصين مش واحد، جسدين وعقلين مختلفين، طيب هو ينفع واحد منهم يسيب التاني ويمشي بطريق غيره ؟ طيب هو الاتفاق كان على ايه من الأول مش اننا نمشي من الطريق ده ؟ صح ولالا ، طيب لو مشيت لوحدي ايه المشكله ؟ طيب ينفع واحد يشيل التاني ويمشي بيه للنهايه ؟ طبعا لا مش هيقدر يكمل ولا حد فيهم هيوصل اصلا من التعب
هو دا ال بيحصل بالضبط في العلاقات الزوجية، الزواج عبارة عن مشروع مابين اتنين، مابين ايه ؟ بقولك اتنين، اه اتنين مش واحد ونفسه، مشروع مابين جسدين وعقلين وشخصين، طيب فيه اتفاق واختلاف ولا لا ؟ ولو فيه ايه هو ؟
الاختلاف هو اختلاف تفكير، اختلاف في ان فيه جسدين مش جسد واحد وفيه عقلين ولكل واحد تفكير غير التاني، ولازم الشخصين هيمشوا مع بعض على نفس الطريق، لكن الاتفاق ممكن في انهم يتوسطا في الرأي، كل واحد فيهم كان لازم ياخد قرار ومهما اختلفت وجهات النظر مابينهم لكن لازم هنوصل لنتيجه ترضي الطرفين ويكون لمزيج من رأيهم ومش انفراد لرأي على حساب الآخر، انا وانت لما اخترنا الطريق بنتفق على المواجهة، مواجهة اي خطر هيقابلنا وازاي نتعامل معاه سوى، ازاي ناخد قرار للتعامل مع الخطر ومع بعض ونحترم وجهات النظر والاختلاف مابينها، وايه ممكن نعمله علشان نوصل، ايه الخطط البديلة ال ممكن نعملها لو حصل اي شيء طيب قول رأيك واسمع مني رأيي، متيجي انا وانت نقرب وجهات النظر مابينا ونطلع بقرار يجميع الرأين، ولو شايف الصواب في رأي منهم عادي توافق عليه،
لازم الطرف التاني يعرف فين حدودك ومتسمحش لنفسك بالذوبان الكامل داخل شخصيته لان ده بيعمل على ضياع المكانة والهيبة عنده، لازم تعترض على رأي الطرف التاني لو شايفه غلط او هيخلك انت وهو تضلا الطريق للهدف، السماح المفرط لنفسك بضياع حقك والتنازل المستمر منك وال في نظرك بيعلي مكانتك في قلب حبيبك هو بالعكس تماما عن ماكنت تتوقع، لان غيرك بشوفك سلعه رخيصة وعديمة القيمة وسهل الحصول عليها في اي وقت ومن غير ثمن او ثمن بسيط، وبالتاني بيختار لها مكان على رف بعيد مش لازم يشوفه اصلا
لازم تخلي الطرف التاني يحترم رغبتك ورأيك لكن بالمناقشة والحوار، وعلينا اننا نعرف ان كلمة نعم وحاضر على طول الخط مش مرغوبه دايما، اعترض وقت متشوف ان فيه اعتراض ضروري، ونعم لما تكون شايف ان غيرك هيقدر الكلمه ويحترمها ويحترم صاحبها، كلمة لا يعني ان لك رأي غيرك مجبر يسمعه بس مش مجبر ينفذه بالفرض عليه لكن بالمناقشة وناخد الثواب فيه
لازم نعرف كمان ان كثرة التضحيات تجعل الغير يفتكر انه من حقه عليك ان تعمل كده لانه اتعود منك على كده ولو كان منك مره احجام عن التضحيه هتشوف عتاب كتير منه لك على التقصير فيها .
العلاقات التقليدية بتفضل لزمن طويل لان فيه احترام لرأي الطرف التاني، عارف فيها كل واحد لفين تنتهي حدوده وفين تبدأ حدود غيره، الرأي فيها مش رأي منفرد، رأي جماعي مابينهم
وفي النهاية
التنازل المستمر دون اعتراض هو نوع من استعجال النهاية الفاشلة. هو تأشيرة مسبقة للسماح لقلب الطرف التاني بالسفر منفرد بحثا عن قلب جديد يرافقه بنهاية بالطريق ويصبح هدف للرحلة لانه خلاص مش شايفك اصلا امامه وفي حياته، هو حكم بالضياع من نفس الشخص ال اتنازل وكانت منه كل التضحيات لغيره.
إضافة تعليق جديد