
الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش إستوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن كيفية التعامل مع المخطئين والمقصرين، حيث أنه لما كان القصور والخطأ والجهل أمرا معهودا في الأبناء والطلاب فإننا نتساءل كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أمثال هذه الحالات، وفي هذه الأمثلة نقرأ الإجابة وتستلهم المنهج، فتقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنه " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده،
ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله" وقيل أنه لما تخلف كعب بن مالك عن الجهاد في تبوك، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوه جاءه كعب فيقول "فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب" وبينما هو في المسجد دخل أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزرموه، دعوه، فتركوه حتى بال" ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن" وفي رواية للترمذي أنه قال لأصحابه " إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" وهناك أيضا قصة الشاب الذي جاء يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزنا فزجره الصحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" ادنه فدنا منه قريبا، قال فجلس قال صلى الله عليه وسلم أتحبه لأمك؟ قال لا والله، جعلني الله فداءك، قال ولا الناس يحبونهم لأمهاتهم، قال أفتحبه لابنتك؟ اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه" وهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك في تخلفه عن تبوك، وأمر أصحابه أن لا يكلموه، وكان عنده رجل به أثر صفرة قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدا بشيء يكرهه، فلما قام قال للقوم "لو قلتم له يدع هذه الصفرة" وسبق حديثه صلى الله عليه وسلم مع المتكلم في الصلاة، وأنس المتأخر عن قضاء حاجته، وكما أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم التأديب بالضرب كما في قصة أبي بكر رضي الله عنه مع غلامه وقد أضاع بعيره قال فطفق يضربه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم ويقول " انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع"
وكما سبق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوسائل التي يتنادى إليها التربويون اليوم ومن ذلك هو ضربه صلى الله عليه وسلم الأمثال وهو كثير، ومنه تشبيه المؤمن بالنخلة، والمجتمع بالسفينة والصاحب السيء بنافخ الكير، ومنه تحفيز الأذهان بالسؤال وهو كثير، ومنه قوله "أتدرون ما المفلس" وقوله "أتدرون ما الغيبة" وقوله "أتدرون أي يوم هذا" وكذلك تحفيز الأذهان بذكر معلومة أو خبر لم يذكر مقدمه أو أوله ،وله أمثلة كثر، منها قال رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل من يا رسول الله؟ قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة" ومرّ بجنازة فأثنى عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم " وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثنى عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت، قال عمر فدى لك أبي وأمي، مر بجنازة "
وذات مرة قال صلى الله عليه وسلم " أحضروا المنبر، فحضرنا، فلما إرتقى درجة قال آمين، فلما إرتقى الدرجة الثانية قال آمين، فلما إرتقى الدرجة الثالثة قال آمين، فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه" وكما أن من تعاليمه صلى الله عليه وسلم قلة الكلام وإعادته ليتمكن في قلب السامع، حيث تقول السيدة عائشة رضي الله عنه " إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث الحديث لو شاء العد أن يحصيه أحصاه" ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه " كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا" وفي رواية أخرى للبخاري زاد " حتى تفهم منه" بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.
إضافة تعليق جديد