رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 يناير 2025 12:44 م توقيت القاهرة

تقوية باعث الدين لدي الإنسان المسلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيما وثناء، المتصف بصفات الكمال عزة وكبرياء، المستحق للحمد والثناء، يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، نحمده سبحانه وأشكره ونتوب إليه وأستغفره، أفاض علينا من جزيل آلائه أمنا وإيمانا، وأسبغ علينا من كريم ألطافه منّا وإحسانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عزّ ربّا رحيما رحمانا وجلّ إلها كريما منانا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله بعثه للعالمين رحمة وأمانا وأنار به الطريق سنّة وقرآنا وهدى وفرقانا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إن تقوية باعث الدين لدي الإنسان المسلم فإنما يكون بطريقين أحدهما وهو أن يكثر فكره في الأخبار، في فضل الصبر وفي حسن عواقبه في الدنيا والآخرة.

وأما الطريقة الثانية وهو أن يعود مصارعة باعث الهوى تدريجا قليلا قليلا، فهذا منهاج العلاج في جميع أنواع الصبر، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي الصبر على الفاحشة مع قوة الداعي لها من أعظم الصبر، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله للصبر عن المعصية سببين وفائدتين أما السببان فهما الخوف من لحوق الوعيد المترتب عليها والثاني هو الحياء من الرب تعالى أن يستعان على معاصيه بنعمه وأن يبارز بالعظائم، وأما الفائدتان فهما الإبقاء على الإيمان والحذر من الحرام، وكما أن الصبر عن المعاصي أعظم ما يعين عليه قطع المألوفات، فقال الإمام الغزالي رحمه الله الطاعة والعبد يحتاج إلى الصبر عليها فالصبر على الطاعة شديد، ويحتاج المطيع إلى الصبر على طاعته في ثلاث أحوال، فالأولى وهي قبل الطاعة. 

وذلك في تصحيح النية والإخلاص والصبر عن شوائب الرياء ودواعي الآفات وعقد العزم على الإخلاص والوفاء، وأما عن الحالة الثانية حالة العمل كي لا يغفل عن الله في أثناء عمله ولا يتكاسل عن تحقيق آدابه وسننه ويدوم على شرط الأدب إلى آخر العمل الأخير، وأما عن الحالة الثالثة وهو بعد الفراغ من العمل إذ يحتاج إلى الصبر عن إفشائه والتظاهر به للسمعة والرياء، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله الطاعة العبد محتاج إلى الصبر عليها، قبل الشروع فيها بتصحيح النية والإخلاص وتجنب دواعي الرياء والسمعة وإلى الصبر حال العمل فيلازم الصبر عن دواعي التقصير فيه والتفريط وإلى الصبر بعد الفراغ من العمل بأن يصبر نفسه عن الإتيان بما يبطله وأن يصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر والتعاظم بها.

وأن يصبر عن نقلها عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية، وكما أن الصبر بثلاثة أشياء هم دوام الطاعة والإخلاص فيها ووقوعها على مقتضى العلم، فإن الطاعة تتخلف من فوات واحد من هذه الثلاثة فإنه إن لم يحافظ عليها دواما عطَّلها وإن حافظ عليها دواما عرض لها آفتان، إحداهما هو ترك الإخلاص فيها بأن يكون الباعث عليها غير وجه الله وإرادته والتقرب إليه، فحفظها من هذه الآفة برعاية الإخلاص، والثانية وهو أن لا تكون مطابقة للعلم بحيث لا تكون على إتباع السنة فحفظها من هذه الآفة بتجريد المتابعة، كما أن حفظها من تلك بتجريد القصد والإرادة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.