رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 11 فبراير 2025 2:48 م توقيت القاهرة

توسُّم الكرامات

نقلت رغداء صبيح
توسُّم الكرامات
تحدثتُ في المنشور السابق عن عباد الله "المتوسِّمين" الذين اختصهم الله برحمةٍ منه جعلتهم منشغلين بتتبُّع وتقصِّي آيات الله التي لا ينقضي ظهورها. فآياتُ الله تعالى مبثوثةٌ حولنا، وإن نحن عجزنا عن تبيُّنها فما ذلك إلا لأننا منشغلون عنها بدنيانا التي أعمت حواسَّنا عن أي شيءٍ آخر خلاف ما هي عليه من زينةٍ وبهرج وزخرف. فالمنشغل بهذه الحياة الدنيا لا يُتوقَّع منه أن ينشغل بغيرها، فما بالك إن كان هذا "الغيرَ" آياتُ الله التي تحتاج من متدبِّرها إلى انشغالٍ حقيقي بالآخرة يجعله في شغلٍ عن هذه الحياة الدنيا؟!
فاللهُ تعالى ما كان ليذر الناس منشغلين بهذه الحياة الدنيا دون أن يقيم عليهم حجَّته فيجعل هناك من آياتِ تدخُّله المباشر في سير دنياهم هذه ما يبرهن على أنه الظاهر بهذه الآيات كما هو الباطن من وراء حجاب الأسباب التي خلقها فسلَّطها على هذه الحياة الدنيا ليستقيم أمرها ولتجري وقائعها وأحداثها وظواهرها كما لو أنه ليس المتسبِّب الحقيقي في حدوثها! ومن هذه الآيات الدالة على أن الله تعالى هو الظاهر كما هو الباطن، تبرز كرامات أوليائه الصالحين متصدرةً مشهد التدخُّل الإلهي المباشر في أحداث هذا الوجود. فكرامات أولياء الله الصالحين هي الدليل والبرهان على أن الله تعالى حي فاعل في الوجود دون وساطةٍ من أسبابٍ خُيِّل لعلماء ظاهر الحياة الدنيا أنها كفيلةٌ بتسيير وقائعها وأحداثها وظواهرها فلا حاجة هناك إذاً إلى افتراض أن الله هو القائم على إحداث أحداث الوجود! وكرامات الأولياء بعدُ هي غيضٌ من فيض آياته التي يتوسَّمها المتوسمون الباحثون عن كل ما يبرهن على أن لله تعالى حضوراً ظاهراً في هذه الحياة الدنيا غير حضوره الباطن المتواري من وراء حجاب الأسباب.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.